للأسف انه بلد المبادرات الفردية بعدما عجزت الدولة عن القيام بأدنى واجباتها تجاه شعبها حتى وصل الانهيار بأبشع صوره ولم يسلم منه أحد.
فبعد ان نجح اللبنانيون في العقدين الماضيين بتحقيق قفزات نوعية في مستوى التعليم وعدد المتخرجين في كافة الاختصاصات، فان شبح التسرّب المدرسي يطلّ برأسه مجدّداً، مهددا مصير الاف الطلاب من الفئات الفقيرة التي باتت تضم شرائح واسعة من اللبنانيين، الذين لا يعرفون اذا كانوا سيستطيعون تعليم أبنائهم وبناء مستقبل لهم أم لا.
تشير الاحصاءات الى ان اكثر من 100 ألف طالب سينزحون من التعليم الخاص الى الرسمي، في حين لم يتم بعد وضع أي تصوّر للاستعداد لمواجهة الواقع الجديد وتدعيم المدارس الرسمية لتكون قادرة على استيعاب هذا الاستحقاق، او لانتشال المدارس الخاصة من تعثرها، باستثناء القرار اليتيم الذي صدر أخيراً بتخصيص مبلغ 500 مليار لهذه الغاية، لكنها تقتصر على معالجة تداعيات العام الدراسي المنصرم لا القادم.
وأمام هذا الواقع، فان بعض الأفكار وان كانت بسيطة، لكنها قد تكون كفيلة بتخفيف بعض الأعباء وبلسمة جراح اجتماعية أصابت بالصميم الكثير من العائلات.
والكلام هنا موجه الى كل طالب من الحلقات المتوسطة مرورا بالثانوية وصولا الى الجامعة، فماذا لو لم يقم أي طالب ببيع كتبه ومنحها لطالب اخر من سنة سابقة، ليكون شريكا في تخفيف عبء كبير عن كاهل عائلة ربما لن يكون باستطاعتها شراء كتب لأبنائها.
هي مبادرة بسيطة يمكن ان يقوم بها أي طالب، كما انها موجهة ايضا الى مدراء المدارس والثانويات والأساتذة فيها، والذين يمكنهم تبني هذه المبادرة كل في مدرسته.
بسيطة هي هذه الأفكار، لكنها كبيرة بمعناها الاجتماعي وما تمثله من تكافل وتضامن اجتماعي يعزز من الصمود في هذا البلد رغم كل الصعاب والماسي، ورغم كل الجراح التي باتت تدفع بالكثيرين للتفكير بالهجرة اليوم قبل الغد.
هذه رسالة الى طالب لبناني تعلّق بمدرسته وجامعته ولا يريد لطالب اخر ان يُحرم من هذا الحق، لذلك بادروا كل منكم بشكل فردي... لا تبيعوا كتبكم او تتركوها في منازلكم وكونوا شركاء في التحدي والصمود والبقاء في هذا البلد.
وعذرا لكل هذا الوجع.