Advertise here

سيناريو وزاري استعراضي فاشل... واجتماع ليلي لاستثمار إسقاط الحكومة

01 تموز 2020 13:54:07

لم تكن العراضة الإعتراضية التي قام بها عدد من الوزراء في جلسة الحكومة أمس كافية لدفع المسؤولية عن الحكومة وأغلبية مكوناتها. اختارت بعض الوزيرات أن تستمر في المعركة المفتوحة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولكن بطريقة أخرى هذه المرة. تلويح بالإستقالة، رفع للسقف السياسي وللشروط، انتقاد للحكومة ووصفها بأنها لم تكن منتجة ولا بد من إحداث نقلة نوعية في مسارها أو الأفضل لها أن تستقيل ... لكن لم ينجح الإستعراض ولم يصل إلى خواتيم مرجوة من صانعيه.
 

دخلت الوزيرات في المعركة من بوابة التدقيق المالي، استمرينَ بالهجوم على حاكم مصرف لبنان وعلى عدم الأخذ بخطة الحكومة كمنطلق للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، بينما في المقابل كان وزير الإقتصاد يتحدث عن رفع سعر ربطة الخبز إلى 2000 ليرة لبنانية، ومدير عام شركة الكهرباء يبلغ وزير الطاقة بأن هناك استحالة لاستمرار المرفق العام، فيما كل المناطق والمدن اللبنانية كانت تغرق في ظلام دامث طوال ساعات المساء والليل بسبب عدم قدرة المعامل على الإنتاج وندرة الفيول وأزمة المازوت.
 

قرار وزير الإقتصاد برفع سعر ربطة الخبز قابلٌ لتفجير الوضع إجتماعياً في لبنان، وقابل لأن يدفع به إلى الإستقالة بعد اتخاذه القرار، الأمر نفسه ينطبق على وزير الطاقة، أما وزيرة الدفاع فلوحت بالإستقالة لأن الحكومة لم تنجز ما هو مطلوب منها ولا بد من تغيير المنهاج، أما وزيرة العدل فلوحت بالإستقالة وعادت وأكدت انها لن تستقيل بل ستستمر، كل هذا السيناريو يوحي بأنه كان فاشلاً، خاصة أنه تُوّج باجتماع ليلي في منزل جبران باسيل شارك فيه وزراء الدفاع والطاقة والعدل والمهجرين والشؤون الإجتماعية والشباب والرياضة والخارجية، بحسب ما توافرت المعلومات.

غاية الإجتماع كانت توظيف الموقف التصعيدي سياسياً والبحث عن استثماره شعبياً أولاً واميركياً ثانياً بإرسال إشارات بأن هناك استعداد للتخلي عن هذه الحكومة التي يصفها الأميركيون بأنها حكومة حزب الله.

وبالتالي أراد كاتب السيناريو القول إنه جاهز للتخلي عن الحكومة مقابل تحسين العلاقة بالأميركيين وتخفيف الضغوط، وتجنيبه فرض عقوبات جديدة. لا يبدو أن لحظة إسقاط الحكومة قد حانت بعد، ولكن هناك من يعمل على المبازرة بها، فيما حزب الله يرفض إسقاطها حالياً. لكن ما يزيد الضغط ليس فقط الموقف الأميركي وخلافات مكونات الفريق الواحد، إنما موقف جديد من الإتحاد الأوروبي الذي أبدى استعداده لدعم لبنان بشرط التنسيق مع حكومة مستقلة وقادرة على إنجاز الإصلاحات ما يعني أن هذه الحكومة قد فشلت.