Advertise here

توفير فرصة الاستغلال المذهبي للتحركات يجهض المطالب.. ستة أشهر قادمة من الضغوط

27 حزيران 2020 12:56:00 - آخر تحديث: 27 حزيران 2020 14:47:25

بقدر ما كان المشهد على طريق بيروت الجنوب صباح الجمعة موجعاً، ونابعاً من جوع وحاجة، وقهر وعوز، بقدر ما هو خطير جداً. خطورته ليست بتحرك الناس التي أحرقها اشتعال الدولار، إنما بما يمكن أن يستغل لإعادة إجهاض أي حراك ثوري أو مطلبي له مطالبه المحقة.

فقطع الطرقات بقدر ما هو مؤثر، ويوصل الصوت، ويشكل عامل ضغط، إلّا أنه عامل استفزاز لآخرين وتعطيل لحياتهم. قد يصح مثل هذا النموذج في صراعات مع قوة محتلة، لكن لا يمكن استخدامه في مجتمع واحد مهما كان الاختلاف فيه، وخاصة في ظل تركيبة كحال التركيبة اللبنانية بالغة التعقيد، وفي ظروف خطرة ودقيقة جداً.
 

لا يمكن محاسبة الناس على أوجاعهم والتعبير عنها، لكن لا بد من التوجيه للاستفادة من دروس وعبر وتجارب، لأن لبنان قابل فوراً لإجهاض أي حراك ثوري بذريعة المناطقية أو الطائفية، فكيف إذا كان هناك انقسام سياسي عريض في المجتمع تتداخل فيه عوامل كثيرة من الخارج، وهذه قد تؤدي عند لحظة ارتكاب أي خطأ غير محسوب أو تقدير في غير محله، إلى حصول اشتباك أو مناوشات أو صدامات تؤدي إلى توتر أمني وعسكري.


لا شك أن تكرار المشهد سيؤدي إلى زيادة منسوب التوتر وقد يستدعي صداماً يتحول سريعاً إلى صدام مذهبي سياسي، فهناك من يرى أن التحركات موجهة أو منظمة، وبالتالي هو يبحث عن فرصة لإصابتها بمقتل من خلال تسييسها لتجويفها وإضعافها. وعلى قدر خطورة الوضع تأتي خطورة المشهد، الذي على ما يبدو لن يقف عند هذا الحد لا سيما أن البلاد مقبلة على مزيد من الانهيار والترهّل وسط انسداد أي أفقٍ للحلول.
 

الضغط الدولي مستمر للوصول إلى إرساء معادلة واضحة يتم فيها تقديم تنازلات، والأطراف المتصارعة لا تبدو أنها في وارد تقديم أي تنازل في هذه المرحلة، وبالحد الادنى من الآن حتى ستة أشهر، موعد الانتخابات الأميركية. تشديد الضغط قد يؤدي إلى اشتعالات أخرى لبنان بغنى عنها، خصوصاً في ظل ما يجري في العراق، واتّساع رقعة الضربات الجوية على سوريا، لأن الشرارة قابلة للانتقال سريعاً إلى لبنان.