Advertise here

تحرك سعودي وتصعيد أميركي... رسالة وحيدة للبنان: الإصلاحات

24 حزيران 2020 10:55:00 - آخر تحديث: 24 حزيران 2020 11:43:04

التصعيد الذي تعيشه المنطقة العربية كلها سينسحب على لبنان في المرحلة المقبلة، وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر فبتداعياته. ليس صدفة عودة الاستهدافات الحوثية للمملكة العربية السعودية، بالتزامن مع عودة الاستهداف لقواعد أميركية وللسفارة في العراق. سوريا وحدها لا تشهد تصعيداً من قبل الإيرانيين، لا بل لا تزال الضربات الإسرائيلية تتوالى على المواقع التابعة لإيران وحلفائها. أما لبنان فيبدو أنه ينحو باتجاه تداعيات هذا التصعيد والذي قد ينعكس عليه سياسياً في الأيام المقبلة، إلى جانب الاستمرار في الانهيار والتدهور المالي والاقتصادي.

 

ما هو داهم لبنانياً قاتم جداً. فيما يشهد لبنان حركة ديبلوماسية استثنائية في هذه المرحلة، سواءً بتحركات السفير السعودي واللقاءات التي يعقدها، أو بتحركات السفيرة الأميركية. وجملة المواقف تجتمع على كلمة واحدة وهي إنجاز الإصلاحات، ومنع إقحام لبنان في سياسة المحاور، ووقف التهريب أو إطعام النظام السوري من اللحم اللبناني الذي أصبح قريباً جداً من العظم. هذه التحركات الديبلوماسية ستستمر وتتفاعل في المرحلة المقبلة، خصوصاً من قبل السفارة السعودية التي ستقوم بخطوات متعددة باتجاه بعض المناطق وتحديداً السنّية لرأب الصدع، ووقف النزيف، وإعادة تجميع القوى، وهذا سيتجلى في عقد لقاء بين السفير السعودي، وليد البخاري، ورؤساء الحكومات السابقين.

 

في المقابل، تلقى لبنان المزيد من رسائل التحذير على لسان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، والذي ذهب إلى مواجهة حزب الله كلامياً بشكل علني و"تكذيبه". والأمر اللّافت مجدداً بعد لجوء السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا أيضاً إلى الرد على كلام أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، واصفةً كلامه "بتلفيقاتٍ كاذبة"، وهذه من النوادر أن يلجأ الأميركيون إلى الرد على نصر الله بهذا الشكل، ما يعني أن التطورات تنذر بالأسوأ.


وسط كل هذه السخونة، يستمر في لبنان من يريد أن يصفي حسابات سياسية ضيقة مع خصومه من خلال ضرب ما تبقى من مؤسّسات، وتطويع القضاء، وتوظيفه في خدمة أشخاص أو أهواء، وجعله جهة راصدة لوسائل التواصل الاجتماعي، فتستمر عمليات كم الأفواه واستدعاء الناشطين. وكما يبدو فإن نغمة التخوين نشطت، وستنشط أكثر في الأيام المقبلة في سياق تتفيه تهمة العمالة أيضاً، ولصقها يميناً وشمالاً بكل من لديه رأياً معارضاً. حتماً هذه الممارسات لا توحي، ولو بإشارة تفصيلية واحدة، بإمكانية الخروج من القاع الذي وصلت إليه البلاد.