Advertise here

التكامل الوطني في الجنوب السوري

23 حزيران 2020 12:08:13

عندما نقول الجنوب السوري فإننا نقصد جبل العرب وسهل حوران. 

وإذا عدنا إلى التاريخ نجد أن السهل والجبل كانا دائماً مَن يكتبا تاريخ سوريا. والذي يجمع السهل والجبل لا يبدأ بالتاريخ، ولا ينتهي بالجغرافيا. 

إذا أردنا أن نعرف سهل حوران وطنياً، نؤكّد أن تكامله مع جبل العرب إبّان ثورة سلطان الأطرش، كان من الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى نجاح الثورة، وتحرير سوريا من الاحتلال الفرنسي. ولم يكن الاختلاف الديني بين المحافظتين مانعاً لهما في كتابة تاريخ مشرّف. 

من درعا انطلقت ثورة سوريا الحديثة، وكتب أطفالها تاريخ سوريا الحديث، وقابلها مثقّفو السويداء ببيانٍ لنقابة المحامين أعلنوا فيه التضامن مع درعا، كما وثّق سميح شقير، بأغنيته يا حيف، بداية الثورة السورية الحديثة. 

كانت تلك مقدمةً لا بد منها لتنتقل بعد تسع سنوات إلى حيث كانت البداية، إلى درعا التي تتعرّض اليوم لحصار مستجدٍ تقوم به الفرقة الرابعة، فرقة ماهر الأسد، والمدعومة إيرانياً. وبدأت ملامح الحصار بتفجيرٍ طال حافلةً عسكرية تابعة  للفيلق الخامس الذي تمّ تشكيله من قِبَل الروس بالتنسيق مع أحمد العودة، قائد قوات شباب السنّة، التابعة للجيش السوري الحر، في مدينة بصرى الشام. وجرى تأسيس الفيلق في عام 2018 بعد تدخّل القوات الروسية وقيادتها في المصالحات في مناطق محافظة درعا. وعلى إثر هذه الحادثة عادت المظاهرات إلى درعا مطالبةً بإسقاط النظام، ورحيل إيران من سوريا. وكانت قد سبقتها مظاهرات السويداء حاملةً نفس الشعارات، وجرى على إثرها توقيف اثني عشر شاباً وتمّ تحويلهم إلى أقبية السجون في العاصمة دمشق، وهذا مما يخالف القوانين التي توجب محاكمتهم في السويداء. وكانت مظاهراتهم تحمل الطابع السلمي، رغم القمع الذي قامت به المخابرات من عناصر البعث، والتي لا يفرّقها الشعب السوري عن عناصر الأمن. 

إن ما يُستنتج هو أن نهاية النظام ستكون هناك، في هذا الجنوب الصامد بين سهله وجبله، وهو الذي سيكتب تاريخ سوريا المعاصر بوحيٍ من أصابع أطفالها التي قطعها النظام السوري لأنها كتبت ببراءتها يسقط الأسد. 

إن نهاية النظام ستكون هناك، حيث الحجارة السوداء والرجال السمر الذين رغم الجوع والظلم نزلوا إلى الشارع، وهتفوا بسقوط الطغمة الحاكمة، ولا أمل عندهم إلّا بتكاتفهم، وانصهارهم الوطني والجغرافي مع السهل ليبدأ التغيير المنتظر.

 

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي