Advertise here

رسالة

22 حزيران 2020 18:50:00 - آخر تحديث: 17 تموز 2020 23:55:30

عذراً إن توجّهنا إلى معاليكُم برسالة. وعذراً إن كنا سوف نأخذ القليل من وقت سعادتكُم. ونتقدم إليكُم آسفين عن إزعاجكُم ببعض الأمور الصغيرة التي قد تَرِد في هذه الرسالة! 

يا أصحاب المعالي والسعادة، تحية وبعد،

تحيةً للتقنين الصارم الذي انتظرناه أكثر من 7 أعوام. أخيراً عدنا إلى زمن الشمعة الجميل، وأصبح التعليم عن بُعد حقيقة...
تحيةً للسدود! لولاكُم لما كنا عرفنا أننا إن أزلنا الشجر، وحفَرنا في الجبال، قد نستطيع أن نحصل على صحراء جميلة...

تحيةً، كل التحيّة، للمعابر... حقاً تقدّمنا، وترفّعنا عن الصغائر، وأصبحنا نعطي دونَ مقابل. ففي نهاية المطاف قد أوصى الله بحفظ سابع جار...

تحيةً لكُم على السهر والتعب لحفظ الأمن والأمان. لقد تعلّمنا منكم أن البشر أهم من الحجر. حقاً كنتُم مثال الاعتدال...
تحيةً لكُم على ترسيخ فكرة الاختلاف. لم نعلم قبل اليوم أن لكل طائفةٍ دستورٌ، وقانونٌ، وقضاء... 

تحيةً لكم على حفظ الأداب العامة. ولا نعلم من دون توقيف الناشطين الذين يعبرون بوضوح وألم، إن كنّا سوف نعيش ببلدٍ خالٍ من الأخلاق...

تحيةً كبيرة لكُم، لأنكم لم تَتلَهوا بالقشور! العيش الكريم على سبيل المثال! وحافظتُم على حق الطوائف والألقاب والمراكز... 

تحيةً كبيرة جداً لكُم على عملكُم الدؤوب لإسكات كل من توجّه لكم بالكلام دون إذن. إذ كيف نكون دولة قوية لولا جهودكم في حفظ كرامة، ومصلحة الدولة العليا... 

أخيراً، إن كانَ ما تُعانون منه من انعدام النظر، وفقدان السمع، هو مرضٌ معدٍ في صفوف من هم في مستواكُم في المجتمع، فنتمنى من كل قلبنا أن يشفيكم الله منا... 

عذراً على مراسلتكُم في هذا الوقت الضيّق، وأنتم غارقون في العمل، ولا نريدُ أبداً أن تتوقفوا ولو قليلاً عن ما تقومون بِه لمصلحة الدول الشقيقة. ونحن كشعب، ممتَنّون لكُم، وعلى استعداد لأن نقدّم يد العون بحال تعذّر عليكم حماية شاحنة مساعداتٍ من البرابرة على الطرقات، أو اعتقال متطاولٍ على الدولة تحت مسمى "ناشط"، أو أي أحد يحاول قطع الطريق، وكأن لا دولة في البلاد! 

إننا جاهزون دوماً لتقديم يد العون، وأطلب منكم طلباً واحداً! إن تعذّر علينا عونكم، تذكّروا دائماً أن عونَكُم لن يعينكُم عندما نصحو في يومٍ من الأيام ونحن لا نملك ما نخسَرهُ، ولا يكون هناكَ عوناً لنا غير الله، وهو على كُلِ شيء قدير. 
عذراً مرة أخرى.
 

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".