Advertise here

تسابق دبلوماسي إلى لبنان... ورسائل إيرانية - سعودية

11 شباط 2019 08:31:05

يفتتح الأسبوع اللبناني على دفق ديبلوماسي متعدد الأوجه. فيما وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت على أن يلتقي مختلف المسؤولين والرؤساء، وصل أيضاً الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومن المفترض أن يصل المسؤول السعودي عن الملف اللبناني نزار العلولا إلى لبنان خلال أيام. العناوين البديهية للزيارات هي تقديم التهنئة بتشكيل الحكومة، لكن بلا شك أن لبنان أصبح مدار جذب إقليمي ودولي، لا بد من التوقف عنده، خاصة أن مشهدية التحركات الديبلوماسية تجاهه تؤكد هذا الكباش بين القوى المختلفة.

يأتي ظريف إلى لبنان بعد سنتين على آخر زيارة أجراها بعيد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، والآن يحضر مهنئاً بتشكيل الحكومة، في إشارة إيرانية ضمنية إلى استمرار تحركات طهران على الساحة اللبنانية، ولكن في هذه المرحلة من خلال الإستناد إلى عناوين جامعة، سواء من خلال التشديد على وجوب إجراء حوار بين القوى المختلفة، أو من خلال تقديم عروض ومساعدات ومشاريع إقتصادية وتجارية بين البلدين، خاصة أن ظريف سيعرض على المسؤولين اللبنانيين فتح آفاق التعاون، وتقديم المساعدة في الكهرباء، النفط، وحتى تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.

بلا شك أن إيران تسعى لتقول إن لبنان ضمن المحور الأساسي التابع لها، أو الذي يدور في فلكها، وهي بحاجة دوماً إلى التحرّك فيه من خلال تجميع أوراق قوتها بوجه الضغوط التي تتعرض لها، هذا التحرّك يتم إرفاقه بهذه المساعدات التي ستعلن طهران عن استعدادها لتقديمها، لكن الدولة اللبنانية لن تكون قادرة على الحصول على المساعدات الإيرانية، لأن إيران تخضع لعقوبات دولية، وهذا سيؤسس لنقاش خلافي جديد بين القوى اللبنانية.

أما بالنسبة إلى زيارة أحمد أبو الغيط، فلها جملة أهداف أيضاً، أولاً توجيه دعوة إلى لبنان للمشاركة في القمة الأورومتوسطية في فرنسا، وثانياً تقديم التهنئة بتشكيل الحكومة، وثالثاً التأكيد على وجوب استمرار لبنان ضمن المسارات العربية، لا سيما في الملف السوري، إذ سيوجه ظريف رسالة إلى القوى اللبنانية بأنه لا يمكن الذهاب بعيداً في التطبيع مع النظام السوري، قبل اتخاذ القرار في الجامعة العربية، وهذا القرار تحول دونه جملة تطورات، في مقابل شروط مفروضة على النظام السوري لتطبيع العلاقات معه وإعادته إلى الجامعة العربية.

أما زيارة الوفد السعودي، فأيضاً ستركز على تقديم التهنئة، وستهدف إلى إرساء التوازن الإقليمي في لبنان، والإشارة العربية والخليجية إلى أنه ليس متروكاً ولا يمكن أن يترك كساحة مفتوحة أمام الإيرانيين، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة.