حوالي 2500 حريقاً تلتهم المساحات الخضراء والحرجية في لبنان سنوياً، في حين لا تزال في ذاكرة اللبنانيين مشاهد الحرائق الضخمة التي التهمت الأحراج والغابات عشية 13 تشرين الأول من العام الماضي، في كارثة حقيقية أظهرت عجز الدولة اللبنانية عن مواجهة هكذا كوارث، وغياب أي استعدادات لوجستية وبشرية. وقد تم حينها الاستعانة بطوافات من قبرص للمساعدة في إخماد الحرائق التي استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية خسر خلالها لبنان آلاف الهكتارات الخضراء، لكن ماذا تغيّر على أبواب صيف 2020، وهل استعدت الحكومة لعودة الحرائق؟
الحرائق بدأت تتسجل بشكل يومي تقريباً في تقارير الدفاع المدني، وقد كان لافتاً تسجيل عددٍ كبير منها مطلع الأسبوع في مختلف المناطق اللبنانية أبرزها في الهرمل. لكن أي مبادرة أو خطة جدية لم توضع بعد من قبل الوزارات والإدارات المعنية لوضع حد لتدمير بيئة لبنان وثروته الحرجية، ولتداعياتها على الاقتصاد اللبناني أيضاً.
وفي هذا السياق، أشار مدير العمليات في الدفاع المدني، جورج أبو موسى، في حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن، "نسبة الحرائق اليوم في لبنان هي النسبة ذاتها المسجلة في الوقت نفسه من العام الفائت"، معتبراً أنه لا يمكن القول إن موسم الحرائق قد بدأ، وذلك لأن درجات الحرارة لم تسجل ارتفاعاً ملحوظاً بعد.
ورداً على سؤالٍ حول تجهيزات الدفاع المدني، قال أبو موسى: "الآليات والعتاد لا تزال على حالها، ولم يتغير أي شيء فيها. والتركيز اليوم هو على العنصر البشري، فالدفاع المدني يستقدم متطوعين ليتمكن من تلبية المهمات".
ولفت أبو موسى إلى أن، "هناك تواصلاً دائماً مع القوى الأمنية ووزارة الداخلية في الأمور التي تتعلق بواقع الحرائق في لبنان".
ويبقى السؤال الأهم بعد فضيحة الطائرات المخصّصة لإخماد الحرائق المتوقفة في مطار بيروت بسبب عدم توافر الأموال للصيانة: ما هو مصير تلك الطائرات؟ وكيف يمكن لطائرات استُقدمت خصيصاً لإطفاء الحرائق منذ العام 2009، أن تصبح خردة مرمية في المطار؟