نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ الحرب اندلعت داخل عائلة الأسد.
وكشفت المجلّة أنّ رجلاً يُدعى "علي سليمان الوحش" أصبح ملقبًا بـ"الأسد" في عشرينيات القرن العشرين بسبب طلبه من الفرنسيين حماية الأقلية العلوية في سوريا ذات الأغلبية السنية، ولم يعلم "الوحش" في ذلك الوقت أنّ عائلته ستحكم سوريا وتتشاجر على غنائمها والدولة تحت الأنقاض.
وتابعت المجلّة أنّ الخلافات بدأت بالظهور في أوائل الثمانينيات، حين حاول رفعت، وهو الإبن الأكبر لـ"علي سليمان الوحش" الإطاحة بشقيقه الأكبر، أي آنذاك الرئيس حافظ الأسد. فتمكّن الأخير من تهميش شقيقه وعلّم نجله بشار الأسد كيف يوقف التمردات عليه.
وبالفعل قام بشار بقصف مدن سورية وقتل وتشريد الكثيرين منذ العام 2011. وبالنسبة لأبناء عمومته فهو يحاول السيطرة عليهم عبر تقديم حوافز مالية للبعض والتهديد المستمر للآخرين.
واستعرضت المجلة الخلاف الذين وقع بين رامي مخلوف والأسد مؤخرًا، وانتقاد مخلوف للأسد في فيديو انتشر على وسائل التواصل الإجتماعي، ما دفع الكثيرين من أقربائه إلى التشكيك باستمرار نظامه، وبالتالي التساؤلات حول ما إذا كان يمكنه البقاء في السلطة.
وتقدّر ثروة مخلوف الآن بـ 5 مليارات دولار والتي حققها من خلال شركاته المدعومة من النظام في سوريا، فيما تواجه سوريا أزمة اقتصادية بسبب العقوبات، وانخفضت قيمة الليرة السورية من 50 ليرة لكل دولار أميركي في 2011 إلى أكثر من 3000 ليرة لكل دولار، وأصبح 90% من السوريين يعيشون في فقر.
من جهته، تحدث ريبال الأسد، ابن رفعت والذي تشاجر مع بشار عام 1994، فقام والد ريبال بحجز رحلة سفر له وطلب منه مغادرة سوريا، لكنه تعرّض لإطلاق نار في المطار وأوقف لمدة ساعتين ونصف، قبل الإفراج عنه لأنّ والده رفعت هدّد بأنه سيقاتل في كل شارع في دمشق بحال "مُسّت شعرة من ابنه".
وأضاف ريبال الذي يعيش في إسبانيا أنّه ضحك عندما شاهد فيديو مخلوف لأول مرة، مشيرًا إلى أنّه يعرف رامي شخصيًا وهو لن يعارض النظام، وما تحديه للأسد على وسائل التواصل الاجتماعي، سوى عرض والهدف منه إخبار الروس أنّ بشار سيفقد دعم العلويين، ما سيؤثر على مصالحهم في المنطقة الساحلية حيث توجد القاعدة البحرية والمطار الروسيين".