Advertise here

جعجع: قد أكون أخطأت في ترشيح عون.. هذه هي العلاقة مع حزب الله

18 حزيران 2020 07:12:00 - آخر تحديث: 28 أيلول 2020 21:26:37

لعلها الرمال اللبنانية المتحرّكة هي التي تحدد خيارات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي يقول عنه دبلوماسي لبناني "إنه السياسي الوحيد في لبنان الذي يحذر حلفاءه أكثر من خصومه". فحزبه اليوم في صلب المعارضة السياسية على الرغم من رفضه الانضواء في تحالف معارض لا يقوم على برنامج شامل، كي لا تتكرر تجربة «14 آذار». هو في قلب الانتفاضة الشعبية، ولكن باختيار مناصريه، ومن دون «أمر حزبي». وهو مستمر في خصومته السياسية لـ«حزب الله»، لكنه يُعارض المطالبة بنزع سلاحه في التظاهرات، لكي تبقى جامعة موحّدة، وتفادياً لأي اصطدام في الشارع.
للمرة الأولى، ربما يعلن جعجع، عبر القبس، أنه قد يكون أخطأ التقدير في ترشيح الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. فالخيار الوحيد كان بين الفراغ أو انتخاب عون. ومع ذلك يبدو أقرب إلى الحيادية في مسألة «إقالة الرئيس»، التي تطرحها بعض مجموعات الحراك المدني. لأن المعضلة ــــ برأيه ــــ لا تكمن لا في الحكومة ولا في الرئيس، بل في الفريق الحاكم (حزب الله وفريق رئيس الجمهورية) «يذهب رئيس، ويأتي آخر مثله».
لا يخفي جعجع نظرة سوداوية للوضع اللبناني، طالما أن المنظومة الحاكمة تتحكم في البلاد. هو قال بالأمس «‏طالما أن حزب الله والوزير جبران باسيل وحلفاءهما موجودون في السلطة فتحضّروا لخبر سيّئ وتدهور جديد مع كل إشراقة شمس».
يؤكد جعجع أن "سلوك «حزب الله» تجاه الأصدقاء العرب تسبّب في قطع الشريان الحيوي، الذي كان يساعد لبنان وقت الأزمات"، مشيراً إلى أن "المعادلة الداخلية هي سبب القطيعة مع العرب، فـ«حزب الله» تحالف مع أفسد الفاسدين، وسكت عنهم وواكبهم. فهم أمّنوا مصالحهم معه، وهو أمَّن أكثرية بهم".
ومع ذلك، يصرّ جعجع على أن النموذج اللبناني غير قابل للاندثار، لأن موته يعني موت الكيان. وبإمكان لبنان النهوض من أزمته الاقتصادية بخطوات بسيطة، ولكن جريئة، وتتمثّل في إصلاحات، وانتخابات نيابية مبكرة لإزاحة المنظومة الحاكمة، التي لن ينفع معها أي تغيير، لا في الحكومة ولا في موقع الرئاسة.
وفيما يلي التفاصيل؛ لم يعرف لبنان في تاريخه مرحلة صعبة كالتي يعيشها اليوم، والتي تضعه على حافة الهاوية. تأزم سياسي واقتصادي غير مسبوق ينفجر على شكل توترات موضعية وسط مخاوف من انزلاق الامور الى فوضى امنية عارمة.
لكن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يختصر معضلة لبنان الحالية بوجود المنظومة الحاكمة التي لن ينفع معها أي تغيير، لا في الحكومة ولا في موقع الرئاسة طالما هي قائمة. وهو يرى أن الحل يكمن في انتخابات نيابية مبكرة تستهدف ازاحة هذه المجموعة.
ولا يخشى جعجع على النموذج اللبناني من الانهيار، فهو راسخ برغم الهزة التي تصيب اعمدته اليوم. ثم إنه يشدد على ان "لبنان يستطيع بقدراته الذاتية على احداث اختراق في الأزمة الاقتصادية، شرط أن تتوافر قرارات اصلاحية جريئة في قطاعات ثلاثة: الكهرباء، والقطاع العام، وضبط المعابر غير الشرعية والشرعية".
ويحاذر جعجع الدخول في تفاصيل العلاقة مع حلفاء الأمس، مكتفيا بالقول ان "علاقة جيدة تربطه بكل القوى، باستثناء حزب الله". لكنه يشير في المقابل ان التحالف مع اي فريق يتطلب برنامج عمل متكاملا لا تتوفر ظروفه اليوم.
أما معارضته طرح مسألة سلاح حزب الله في مطالب الانتفاضة، فمردها إلى خوفه عليها من التشتت. وهو يرى انضمام المكون الشيعي اخيرا الى الاحتجاجات كان في جانب منه عفويا ومنطلقه معيشي اجتماعي.