لا يجيد بعضهم إلّا الكلام المجاني.
لا يرتاح بعضهم إلّا للخلافات الداخلية.
لا يتقن بعضهم إلّا الرمي في سلّة وليد جنبلاط، ثم في سلّة طلال أرسلان إذا التقى وليد جنبلاط، ووضعا الأمور العالقة في نصابها الصحيح.
لم يكن لهم سهمٌ، ولو يسير، في أي من معارك طائفة الموحّدين الدروز في لبنان، وكان طلال أرسلان في معظمها إلى جانب وليد جنبلاط.
أين كان معظم هؤلاء يوم قاومنا العدو الاسرائيلي وتداعياته المحلية، وقصفِ نيوجرسي لقرانا، ووضعنا أطفالنا في محافر الرمل، وجعلنا ما نملك ذخيرة لبقاء أهلنا في أرضهم مرفوعي الرأس.
أين كان أولئك يوم خرج مئات المدنيين من القرى في الأحراج وقالوا لهم إلى حوران، ثم تمكّن وليد جنبلاط، ومعه طلال أرسلان والمشايخ الكرام، من إعادتهم مكرّمين إلى قراهم في أقل من 5 أشهر بعد تضحياتٍ هائلةٍ، وشهداء وجرحى، ومعوّقين إلى اليوم.
أين كان من يتّهم وليد جنبلاط وطلال أرسلان بالخيانة اليوم؟ كانوا نياماً، أو مغتربين مهاجرين، نأوا بأنفسهم عن جنون من تبقّى من دروز لبنان الذين باعوها برأسمالها، وانتصروا، وتحدّوا جبروت من دان له الجميع خوفاً، وطمعاً، أو نأياً بالسلامة؟
اعقلوا أيها المراهقون، المحبّون للانتقاد على طريقة عنزة ولو طارت. تخلّوا عن أنانياتكم القاتلة وقولوا لنا ماذا قدّمتم، وما تقدّمون الآن، لجماعتكم، وبلدتكم، ومجتمعكم؟ ماذا قدّمتم للسويداء يوم اجتاحها الدواعش؟ ولنسائها يوم اختطفنَ، ولشبّانها الذين يُعتقلون الآن؟ لا شيء.... سوى انتقاد وليد جنبلاط، وطلال أرسلان إذا تصالح مع وليد جنبلاط.
كفّوا سمّ ألسنتكم عن الدروز، فزعماء الدروز ومشايخهم أدرى بكيفية تسيير أمورهم... والرئيس بري لم ينصّب نفسه حكماً على الدروز، بل هو صديقٌ كان حليفاً دائماً لهم، ويعرف معدنهم الوطني العربي الأصيل، فسعى إلى رأب كل صدع. أما المحاصصات، فكانت قد انتهت قبل مصالحة عين التينة.
ألا ارعووا، واعقلوا، وعودوا إلى ضمائركم.
*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء"