Advertise here

"ناشيونال انترست": ترامب يطبق خطة "الدومينو" في الشرق الأوسط.. من الغاز الى العسكر!

10 شباط 2019 10:05:00

 نشرت مجلة "ناشيونال انترست" الأميركية مقالاً تحدثت فيه عن تغيير الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجيته الكبرى في الشرق الأوسط، لافتةً الى أنّ هناك لعبة جديدة وكبيرة في المنطقة.

وأشارت المجلة إلى أنّ ترامب يواصل ببطء ولكن بثبات تطبيق سياسته الخارجية، المتمثّلة بالتصادم مع الصين، وردع إيران واحتواء روسيا، علمًا أنّ هذه الأهداف ليست منفصلة، أي مثل لعبة الدومينو، إذا زعزعت واشنطن الاستقرار في بلد واحد فسيؤدّي ذلك إلى مشاكل خطيرة للدول الأخرى. 

وأوضحت المجلّة أنّ هذه المشاكل ستتفاقم على سبيل المثال إذا خسرت الصين كميات كبيرة من شحنات النفط الرخيص التي كانت تصلها من إيران. وسيتعين على بكين البحث عن موردين آخرين وشراء النفط منهم، كما سينتج عن ذلك تقليل المزايا التنافسية للسلع الصينية في الأسواق الدولية، ولهذا السبب قررت الصين في كانون الثاني من العام الجاري أن تستثمر بثلاثة مليارات دولار لتحديث منشآت تكرير النفط الإيرانية، على الرغم من العقوبات الأميركية.  

توازيًا، فإنّ ترامب مسرور بعدم قدرة الاتحاد الأوروبي على الاعتماد بشكل كبير على إمدادات الغاز الإيرانية، ما سيرتّب على الإتحاد الموافقة على شراء غاز بكلفة أكبر من الولايات المتحدة الأميركية، . بالإضافة إلى ذلك، تخطط إسرائيل لتوفير ثلاثين مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي بحلول العام 2025، وأوضحت المجلة أنّ هذا المشروع سينافس المشروع التركي للغاز، وهذا الأمر يريده أيضًا الإتحاد الأوروبي الذي لا يرغب بأن تصبح تركيا مركزًا للغاز.  

أمّا فيما يتعلّق الأمر بروسيا، تُضيف المجلة أنّ زعزعة استقرار إيران سيؤدي إلى زعزعة الوضع في جنوب القوقاز وبلدان قزوين، فقد تسعى الولايات المتحدة التي ألغت معاهدة الحد من الأسلحة النووية، إلى نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في تلك البلدان، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تدعو جورجيا القوات الأميركية للدفاع عن حدودها مع إيران المضطربة.

 وأضافت المجلة أنّ الوقائع تشير الى أنّ سيد البيت الأبيض يحضّر لحملة رئاسية جديدة، ولذلك فهو يحتاج إلى تحقيق نصر عسكري، والأمر كذلك بالنسبة لإعلانه عن نيته سحب قواته من سوريا، وما لذلك من تأثير على الداخل، كما أنّ إسرائيل تؤثر بسياسته في سوريا لا سيما العمل على منع طهران من تأمين ممرّ بري إلى العراق، وصولاً الى سوريا، حتى البحر المتوسط.  

كذلك فقد أشارت المجلة الى أنّ ترامب بدأ في تعزيز موطئ قدمٍ له ضد إيران، واتباع سياسة جديدة، فعلى سبيل المثال، زار وزير الخارجية مايكل بومبيو قطر ووافق على زيادة عدد القوات في قاعدة العديد العسكرية الأميركية، كما تخطط واشنطن لإرسال خمسة آلاف جندي إلى العراق.

وهنا أضافت المجلّة أنّ ترامب يرغب بتطويق إيران وزعزعة استقرارها، وبالفعل انطلقت احتجاجات في إيران بعد فرض العقوبات الأميركية، حتى أنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني أقرّ بتأثير العقوبات على بلاده.

 وعن أفغانستان أعلن ترامب مؤخراً أن قواته لن تغادر أفغانستان إلا إذا بعد انقضاء أي أثر لتنظيم "داعش"،  وإذا توصلت كابول و"حركة طالبان" إلى اتفاق سلام، وأوضحت المجلة أنّ ترامب لا يبحث عن فرصة لسحب هذه القوات من أفغانستان، إنما يريد زيادة عددهم.

(ترجمة: جاد شاهين)