Advertise here

المختارة... وجهتها دائما إلى الأمام!

09 شباط 2019 21:09:00 - آخر تحديث: 04 أيلول 2020 14:49:22

من الأهمية بمكان أن ينعكس تشكيل الحكومة على مستوى العلاقات الدولية، والمطلوب في هذه الفترة أن يترافق عمل الحكومة مع حركة سياسية نشطة خارج لبنان، وفي هذا السياق، تأتي الرئيس سعد الحريري السبت المقبل الى دولة الامارات العربية المتحدة، للمشاركة في مؤتمر "القمة العالمية للحكومات"، فضلا عما ذكرته مصادر مطلعة من أن الحريري ستكون له في الأسابيع المقبلة، سلسلة تحركات على الساحتين العربية والدولية، تشمل عواصم خليجية وغربية وأوروبية بارزة، بما يُعطي دفعا ودينامية للانطلاقة الحكومية، بعد تسعة أشهر من العرقلة والمماطلة وهدر الوقت.

لكن ما يمثل أولوية أيضا، يتمثل في ضرورة التخلي عن سياسات لا تخدم الساحة الداخلية، ولا سيما منها الاستهداف المباشر لرئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن الأخير موقفا اليوم ردا على ما يتعرض له من حملات من الخصوم والحلفاء، خلال استقباله وفودا ورجال دين وفاعليات وحشودا، فأشار إلى "أنهم يظنون بالتركيبة السياسية الحالية والوزارية يستطيعون أن يعيدوا المختارة سبعين عاما إلى الوراء، كانت المختارة عبر قرون من الزمن وهي باقية وما من أحد سيتمكن من أن يقتلعها. بالرغم مما حصل وبعضهم يقول انه لم يكن يعلم والبعض الآخر يعلم، سنتعاطى بكل واقعية وإيجابية على قاعدة الحوار والتفاعل بما جرى من أجل مصلحة الجبل والعيش المشترك ولبنان".

ولفت جنبلاط إلى ما ألمح إليه موقعنا "الثائر" أمس في مقالة بعنوان: "ضمانة الجبل مِن مَن"؟ فقال "في ما يتعلق بهذه الهجمة أو الرياح الشرقية، إذا صح التعبير، التي تريد أن تقسم الصف الواحد بحجج مختلفة، فلن تنجحوا في ذلك، وإذا كان هناك من ملاحظات على أداء المجلس المذهبي، على قضية إنتخاب شيخ العقل وغيرها من المواضيع نحن على استعداد بالحوار الهادئ والبناء للوصول إلى نتيجة لصالح وحدة الصف".

لا يعلم خصوم جنبلاط أنه يقوى ويستمد هالة موقعه من الناس، والمطلوب في الأساس الابتعاد عن سياسة تبث الفرقة بدلا من تحصين الساحة المحلية، وإذا كانت جولة الرئيس الحريري الخارجية تمثل ضرورة للبنان، فكذلك الأمر ثمة أهمية لجهة إراحة الساحة المحلية، وإذا كنا نتطلع لمساعدة العالم للبنان، فعلى اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم أولا، ومن هنا، لا تجدي سياسات مد اليد والتطاول واللعب على التناقضات، لا على مستوى الطائفة الدرزية فحسب، وإنما على مستوى سائر القوى السياسية بتلاوينها المختلفة.

وعلى الجميع أن يعلم أن "المختارة" بما تمثل من إرث تاريخي للبنان، وجهتها دائما إلى الأمام.