Advertise here

"فورين بوليسي": غموضٌ وسجون.. هذا ما يواجهه اللاجئون العائدون من لبنان والمانيا!

09 شباط 2019 08:45:00 - آخر تحديث: 09 شباط 2019 15:36:09

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالاً تناولت فيه تطورات الحرب السورية، ولفتت الى أنّ إستقبالاً "مميتًا" سيكون بانتظار اللاجئين السوريين. 

وأشارت المجلّة الى أنّه يتم تشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم توازيًا مع توقف البراميل المتفجرة عن ترويع البلاد، لكنها لفتت الى أنّ بعض السوريين الذين عادوا واجهوا السجن. 

وتحدّثت المجلة إلى أقارب اثنين من هؤلاء السوريين، فيما يقال إنّ آخرين تمّ تجنيدهم في الجيش. 

وبحسب المجلة فإنّ سوريا كانت ولا تزال دولة بوليسية لديها نفس الحكومة ونفس الجهاز الأمني، الذي يُتهم بأنّه قام بآلاف الاعتقالات ذات الدوافع السياسية، وفي المقابل تتعرّض حكومات الدول التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين  بما في ذلك لبنان وألمانيا، لضغوط سياسية داخلية لإعطاء حوافز للاجئين للعودة إلى ديارهم.

من جانبها، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحكومات من الإعادة القسرية للاجئين، الأمر الذي يتعارض مع القانون الدولي. 

 وتطرّقت المجلة الى قصة شاب يُدعى "آسر" الذي اختار العودة من ألمانيا إلى سوريا، إثر عدم تمكّنه من تجاوز العقبات التي منعته من أن تأتي خطيبته من سوريا إليه، وكان الحافز الإضافي هو عرض الحكومة الألمانية بمنحة قدرها 1200 يورو (حوالي 1300 دولار) لمساعدته على العودة إلى سوريا، إضافةً الى تزايد المشاعر المناهضة للاجئين في ألمانيا.
وبعد أسبوعين من وصوله إلى دمشق، جرى استدعاؤه إلى أحد فروع الإستخبارات من أجل الخضوع للاستجواب، فاتصل هاتفيًا بعائلته وأبلغهم أنه سيعود إلى المنزل قريبًا، وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين. 

من جهته، قال أحد أقارب "آسر" الذي أصبح مصيره مجهولاً، إنّه حاول مرات عدّة إحضار خطيبته الى ألمانيا، إلا أنّه لم يستطع ذلك. وأضاف قريبه الذي لا يزال في ألمانيا إنّ "آسر" شعر بالإرهاق والتعب، وقد يكون هذا السبب الأبرز الذي دفعه للعودة الى بلاده.  أمّا عن المنحة التي قدّمتها ألمانيا لـ"آسر" فهي ضمن برنامج للبدء من جديد،  موّلته الحكومة الألمانية بـ43 مليون دولار، ويهدف إلى تخفيف الضغوط المالية عن السوريين الذين قرروا العودة لديارهم. ويقول بعض المنتقدين إنّ هذا البرنامج يدفع اللاجئين إلى المخاطرة بالعودة إلى منازلهم. 

كما اختفى سوري آخر يُدعى "ياسم" علمًا أنّ الأسماء التي أوردتها المجلة الأميركية هي وهميّة، بعدما غادر ألمانيا في ظل ظروف مماثلة. وقال ابن عمه محمد الذي لا يزال موجودًا في ألمانيا إنّ ياسم لم يتمكّن من الحصول على الأوراق المطلوبة لتستطيع زوجته الانضمام إليه، وقد جرى إتلاف جميع وثائقهما الشخصية في مخيم اليرموك جنوب دمشق خلال القتال الذي دار بين المعارضين والجيش السوري. وأضاف "محمد": "غادر ياسم ألمانيا واعتقل بالقرب من الحدود اللبنانية السورية، ولم نعرف أي شيء عنه". 

وكشفت المجلّة أنّ الآلاف من المواطنين السوريين اختفوا في سجون النظام السوري، من دون تسجيل مصيرهم أو مكان وجودهم منذ بداية الحرب، مشيرةً الى أنّ اللاجئين العائدين هم عرضة بشكل خاص لمثل هذه المعاملة القاسية.   
وفي هذا السياق، أوضحت بليندا بيرتولاتشي، المستشارة القانونية لمنظمة حقوق اللاجئين الألمانية أنّ ما قرّرته برلين بشأن تقييد لم شمل الأسرة قد يجبر بعض السوريين الذين هربوا من الحرب والتعذيب على اتخاذ خيارات خطيرة، بما في ذلك العودة إلى بلد يواجهون فيه "اضطهادًا أو قتلاً أو عيشًا في ظروف غير إنسانية".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنّ أحمد حسين مدير منظمة مجموعة العمل لفلسطينيي سوريا، يتابع عملية عودة اللاجئين، موضحةً أنّ السوريين "آسر" و"ياسم" هما سوريان من أصول فلسطينية. وقال حسين للمجلة إنه في كانون الأول 2018، ألقت القوات السورية القبض على العديد من اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا من بلد أوروبي بعد رفض طلباتهم لإعادة جمع شمل العائلة هناك. وأضاف: "تم اعتقال مجموعة اللاجئين بعدما استدعتهم الشرطة في مطار دمشق للاستجواب، كما أنّ ظروفهم وأمكنة وجودهم لا تزال غامضة". وأشار حسين إلى أنّ ثلاثة أشخاص على الأقل عادوا من لبنان الى سوريا قد اختفوا.

وفي حين تقول الأرقام الرسمية في لبنان إنّ 110 آلاف سوريّ عادوا طواعية إلى سوريا في العام الماضي، يشير الرقم الرسمي للمفوضية السامية للاجئين أنّ الرقم هو 17 ألف لاجئ. وعلّقت إيلينا هودجز وهي باحثة في منظمة "سوا للتنمية" ومقرها بيروت على هذه الأرقام، معتبرةً أنّه مبالغ بها. 

(ترجمة: جاد شاهين)