Advertise here

تمخّض حسّان فولد... هذراً

15 حزيران 2020 13:02:00 - آخر تحديث: 02 أيلول 2020 17:01:16

لم يخب ظن غالبية اللبنانيين الذين استمعوا إلى رئيس الحكومة، حسان دياب، وهو يدلي بدلوه حول نجاح حكومته في إحباط محاولة "انقلاب" تدور في رأسه فقط، فأضاف إلى تخيّلاته عن إنجازات الـ 97% إنجازاً جديداً، وهو اختراع المعارك الوهمية، وتسجيل انتصارات فيها.

حقاً إن "دولة" الرئيس حقّق حلمه بالوصول إلى نادي رؤساء الحكومات، ونيل لقب "دولة"، وهو ما أعادنا بالذكرى إلى ذلك الذي تولى حقيبة وزارية لفترة ستة أشهر ثم قال بعدها، "لا همّ، إذ سأحتفظ بلقب المعالي حتى الممات". "نرجسية" موصوفة هي أقل الصفات التي يمكن أن تطلق على هذا النوع من الطامحين، لكن على قول المثل الشائع، "اسمع تفرح، جرّب تحزن".

طلبت الحكومة بلسان رئيسها فترة 100 يوم قبل الحكم عليها. مرت الأيام المئة، وأُضيفت إليها 40 يوماً إضافياً وجبَ أن تكون فترة حدادٍ على ما أوصلتنا إليه من سوء حال، وإفقار، ودخول عنق زجاجة المجهول. ما الذي تحقق خلال هذه الفترة: انطلاقة صاروخية لليرة هبوطاً؛ قرار في المساء وعكسه صباحاً في ما يتعلق بخطة الكهرباء، التي هي أساس كل العلل؛ محاصصة في التعيينات التي رفضها "حسّان" لأنها لا تشبهه بالأمس، وأصبحت على قياسه في اليوم التالي؛ معركة وجودية ضد حاكم مصرف لبنان مع التهديد بإقالته، ثم التعايش معه وطلب "رضاه"؛ خطة اقتصادية وضعها المستشارون وتبناها "الريّس حسان" للتفاوض مع مؤسّسة النقد الدولية، وتبيّن أنها لا تقي بالمطلوب، فوعد بإعادة دراستها بعد التذرّع بأنها ليست "منزلة".

هذا غيض من فيض إنجازات الحكومة التي حاولت الايحاء أنها جاءت لتلبي مطالب ثوار "17 تشرين"، وأنها حكومة تكنوقراط مستقلة. فظهرت على حقيقتها بأسرع مما يمكن تخيله: إداة مطواعة لعهدٍ "قوي" يديره "سلطان" مستقوٍ، فبئس هذاالعهد، وبئس حكومته.

ثم يستشيط "الريّس حسان" غضباً، ويتوجه إلى اللبنانيين ويصارحهم متهماً أطرافا سياسية بالفساد، وإطلاق الشائعات، وفبركة الأخبار، وأنها تحاول "الانقلاب على حكومته". مَن هي هذه الأطراف التي تحاول الانقلاب على الحكومة؟ أهي المعارضة التي وقفت ضدّها أصلاً، أم أنها أصوات النواب الـ 63 الذين منحوها الثقة، وعساهم أن يكونوا اليوم نادمين على فعلتهم؟

من وجهة نظر "دولة الرئيس" أن الفقر الذي وصل إليه اللبنانيون أخبار مفبركة، وأن المحاصصة في التعيينات ليست نوعاً من الفساد، وأن الإذعان لأوامر "السلطان"، الواضحة وضوح الشمس، ليست سوى إشاعات. لكن الحقيقة هي أن "حسان تمخّض فولد هذراً".