Advertise here

الإشتراكية الإنسانية

13 حزيران 2020 09:26:10

وُجدت كلمة الإشتراكية منذ مطلع القرن الماضي، وهي لانعتاق الإنسان من الظروف الاقتصادية الصعبة. الثورة الفرنسية حوّلت أفكار الإشتراكيين الخياليين، أو الطوباويين، ومنهم روسو، إلى أفكارٍ ثورية، فطرحت مسألة الملكية، والأخوة، والعدل، والمساواة،

وأهمّ منابع الإشتراكية عند المعلّم كمال جنبلاط، المسيحية والإسلام.

قال المسيح:  
إنما جئتُ من أجل هؤلاء الفقراء والمساكين.

والنبي محمد قال:  
من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث. ومن كان عنده فليذهب برابع وخامس.

وسبق أن تأثر المعلّم كمال جنبلاط بفلاسفة اليونان حول الإشتراكية، ومنهم أفلاطون القائل:    

يجب أن نتجنّب في تطوير المجتمع هذين الشرّين، الغنى والفقر.  

التقدمية الإشتراكية هي تعبيرٌ عصري عن واقع حركة الحياة.

المعلّم كمال جنبلاط، وعبر الإشتراكية، ينظر إلى الإنسان باعتباره أسمى المخلوقات، بنظرته للفرد، والأسرة، والمجتمع. 

وأيضاً أوضح لنا المعلّم مفهوم الإشتراكية بأنها الإيمان بالتطوّر، وتبنّي نتاج العلم.

وهي بالنسبة إليه نظرة شاملة كفلسفة تنطلق دائماً من الواقع وتعود اليه.

مصلحةُ الجماعة في الإشتراكية، ومصلحه الفرد أرقى وأجمل من الماركسية المحدودة مع أفكار إنجلز اللتين فضّلتا الاقتصاد المادي على الإنسان.

ولأن الإشتراكية تتخطى الماركسية وتتجاوزها، لأنها فضلت الإنسان على المادة، وعلى ما عداه.

ولأن كمال جنبلاط كان يدعو دائماً لإنقاذ الكائن البشري من المخاطر التي تحيط به فذلك يعني أن المنقذ هي الإشتراكية الأكثر إنسانية التي نادى بها المعلّم الشهيد كمال جنبلاط.

ولذلك، وفي معرض مناقشته، أي المعلّم، للماركسية يقول:   

الماركسية هي نهجٌ في التحليل والتفكير أكثر من ما هي التزامٌ بالتعبير ...  لذا يجب تطوير واستكمال الماركسية ذاتها. 
 وهنا نذكر جيّداً نصيحة المعلّم كمال جنبلاط عام 1969، للسوفيات آنذاك بضرورة أنسنة الماركسية.

إشتراكية كمال جنبلاط هي حركة عقلانية أكثر مما هي محض عاطفية. وهي إشتراكية ملازمةٌ للتقدمية، ملتصقةٌ بها، لأنها أُخضعت للتجربة، ووُضِعت تحت مجهر العقل.

 يقول المعلّم: 
 التقدمية الإشتراكية هي وحدها درب الخلاص التي يجب أن يسير عليها لبنان لينتهي من الدوامة الخانقة التي نعيشها منذ عشرات السنين.

والإشتراكية تمحو الطبقية بين العامل ورب العمل، وبين جميع أفراد المجتمع.

وقال المعلّم:
إن الإشتراكية روحية يجب أن تتحقّق في النفوس قبل تحقيقها في النصوص والمؤسّسات.

ويتابع المعلّم بالقول: 

 أنا إشتراكي لأنني أحب العدل والإخاء والحرية، ولأنني أشعر إن عدلت مع غيري فكأنني عدلتُ مع نفسي. وإن ظلمتُ غيري ظلمت نفسي.

المذهب الفلسفي الإشتراكي هو مذهبٌ غايته تغيير شكل المجتمع بجعل وسائل الإنتاج مشتركة، وتوزيع الأموال على المجموع، وتقسيم العمل المشترك، ومواد الاستهلاك، بين الجميع. 

ومن أبرز ممثلي الإشتراكية، أو المذهب الإشتراكي، في العالم هما: إنجلز في المانيا، وكمال جنبلاط في لبنان.

ومن أبرز الذين نادوا بنظريةٍ، وطبقّوها على أرض الواقع لتصبح حقيقة، هو المعلّم كمال جنبلاط الذي وهبَ مساحاتٍ شاسعة من أراضيه للناس من كافة الطوائف. وقال لهم بما معناه: "الأرض لزارعيها، والبيوت لساكنيها".

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".