قال مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو في تصريح، إن "الجوع والفقر مذلة، لقمة العيش والحرمان منها مذلة، البطالة مذلة، من سرق اللقمة من افواه الجائعين، من المسؤول عن هذه المأساة الانسانية الكبرى، من الذي جعل الشعب اللبناني يعاني من البؤس والفقر والمرض، من الذي أوصل الدولة اللبنانية والشعب الى الافلاس؟ هناك صرخة قوية أطلقها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وجه محمد بن عمرو بن العاص فاتح مصر حين ضرب شابا قبطيا تقدم عليه في السباق، فقال بعد ان اقتص من ابن عمرو "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا".

أضاف: "من الذي يعمل على اذلال الشعب اللبناني واهانته وسرقة أمواله في البنوك؟ من يفعل ذلك كله ولا يحاسب، من قتل الشعب اللبناني واوصله الى الحضيض، وقضى على سمعة لبنان؟ الكل يعرف ويتكلم، ولا من يسمع ولا من يجيب لان لبنان يحكم اليوم بنظام يمنع الناس من الوصول الى حقوقها. لقد سقطت الديموقراطية والحرية والكرامة الانسانية في لبنان، الذي ذهبت خيراته الى جيوب المافيات المحصنة بالسلطة وتعمل لنفسها فقط او للخارج. من فصل مدينة جبيل التابعة لمحافظة جبل لبنان وألحقها بمحافظة كسروان، وما هي الاهداف الوطنية وراء ذلك؟".

وتابع: "كل سياسي يبحث عن مصلحته ولو ضحى بالبلد كله وأذل جميع اللبنانيين واحتفظ بالدولار وحده، أموال الفقراء ضاعت وأموال الاوقاف الاسلامية وغير الاسلامية ضاعت وأموال العلماء والمؤسسات الثقافية والدينية ضاعت، هل هذا هو لبنان الحضارة والنبوغ والعبقرية؟".

وختم: "نحن في وطن مكشوف لا سقف له ولا نوافذ ولا ابواب، هو ساحة مستباحة للسلب والنهب، اقرأوا الفاتحة عن روح وطنكم لبنان. لن أوجه الاتهام الى شخص معين، السياسيون جميعهم مسؤولون لانهم سكتوا عن قول كلمة الحق ومواجهة الفساد والبطالة والفقر والجوع. لمن سنقول غدا "مجد لبنان اعطي لك"، لم يعد هناك امجاد ولا من يحزنون لاننا بلد التخلف والرجعية والحقد والكراهية والطائفية والمذهبية، بلد الشعارات الحقيرة والصغيرة والجهل التاريخي المدقع".