Advertise here

محاولاتٌ للاستثمار السياسي في الشارع الملتهب.. والأنظار الدولية تترقّب الحكومة

12 حزيران 2020 11:05:00 - آخر تحديث: 14 حزيران 2020 05:40:21

وصلت الناس إلى حدّ لم تعد فيه قادرة على التحمّل. انفجر الشارع مجدداً. اجتمعت فيه كل التناقضات، والذين اختلفوا يوم السبت الفائت ووصلت فيهم الامور إلى توتير الأجواء مذهبياً وطائفياً عادوا والتحموا مع كل المتظاهرين في بيروت وفي كل المناطق، وكان جسر الرينغ خير الشاهدين. تعددت المطالب وتنوعت. البعض طالب بإسقاط الحكومة والعهد، والبعض الآخر طالب بإقالة حاكم مصرف لبنان. سريعاً دخلت السياسة إلى الإستثمار بالتحركات وكل طرف أراد تحقيق ما يريده متكئاً على شارع غاضب ملتهب.

حسابات الناس في واد، والسياسة في واد آخر. الناس تئن من الجوع وتستمر في التحركات والتظاهرات وربما تتجه الأمور نحو إضراب مفتوح إلى أن تتخذ إجراءات وإصلاحات جذرية تصلح الأوضاع. بينما المسؤولون شرعوا في إجراء إتصالات وعقدوا لقاءات بحثاً عن الإستمرار في قضم الحصص من قوالب السلطة. وهناك منهم من أراد استكمال السيطرة التي بدأها على القطاع المالي في التعيينات المالية التي أقرت بجلسة الأربعاء، من خلال طرح إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

لذلك رئيس الحكومة الراغب والمتحمس لإقالة سلامة، سارع إلى الدعوة لعقد جلسة حكومية طارئة صباح الجمعة، لعلّه ينجح بذلك، رئيس الجمهورية أول المرحبين، إذ بإقالة سلامة تنجز السيطرة على كل المفاصل المالية في لبنان. حزب الله ليس بعيداً عن هذا الخيار، لكنه يحسب حساباته بدقة، محلياً وخارجياً، وإذا كان بالإمكان الوصول إلى تسوية مع سلامة يكون أفضل، كي لا يدخل لبنان بقطيعة مع العالم في هذا الظرف الدقيق.

في جلستي الحكومة اليوم، هناك من يعارض إقالة سلامة، وهناك من يريد أن يفاوض ليحسن شروطه ويحصل منه المزيد من المكتسبات. وسط هذه المشاهد كل الأنظار الدولية مسلطة على لبنان وخصوصاً أميركياً حول ما ستقدم عليه الحكومة. الرسائل الدولية والأميركية كانت محذرة إلى حدّ بعيد من الإستمرار باتخاذ قرارات مشابهة لقرار التعيينات. لبنان مقبل على مرحلة سيئة وسوداوية، هناك من يحاول الدخول في سباق معها، لكن الأكيد أن الآتي أسوأ وأعظم.