Advertise here

تجربة علمية لرفع مناعة أشجار الصنوبر في المتن الاعلى

09 حزيران 2020 14:22:00 - آخر تحديث: 04 أيلول 2020 11:41:15

يستضيف مكتب "المتن الأخضر" الزراعي في المتن الأعلى تجربة علمية جديدة على مجموعة محددة من أشجار الصنوبر في أعالي بلدة صليما، بالتعاون مع كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، والشركة الوطنية للحلول البيئية Nesco، ونقابة أشجار الصنوبر، وتحت إشراف جملة اختصاصيين في الشأن الزراعي بدأوا برَش عدد من الأشجار وفقاً للمواقيت المحددة علمياً، ليُشرِفوا عليها تباعاً مع مجموعة من طلاب الماجستير لمراقبة تطور مناعة أشجار الصنوبر بمواجهة الحشرات والآفات الزراعية المختلفة.

 زين الدين 
وشرح المهندس الزراعي أيمن زين الدين أن "المكتب الأخضر" يتوسع بنشاطاته الداعمة للمزارعين بحثاً عن الطرق العلمية المستحدثة لتحسين النظم الزراعية. و"انطلاقا من سعينا لتخفيف اعباء الأدوية والاسمدة الزراعية المكلفة مادياً وبيئياً عن المزارعين، اتفقنا على استضافة هذه التجربة في سبيل نهضة القطاع الزراعي بطرقٍ علمية تحفظ سلامة البيئة والنحل والمزروعات".
 
ولفت إلى أن هذه التجربة العلمية هي الأولى على أشجار الصنوبر، وتُعتبَر سابقة في ربوع المتن الأعلى. وقال: لقد بدأنا عملياً بأربعة تجارب. على البطاطا، التفاح، النحل، وأشجار الصنوبر. ولا شك أننا سنتابع التجارب على مزروعات جديدة، أملاً بتعميم هذه الطرق الطبيعية البديلة للعناية بالمزروعات والأشجار عبر برامج علمية وبيئية توفّر على المزارعين الكثير من العناء والأكلاف.

 مخلوف 
وتحدث الخبير في علم التربة الاستاذ في كلية العلوم للجامعة اللبنانية حسان مخلوف شارحاً أهمية المنتج الطبيعي قيد التجربة على أشجار الصنوبر، لافتا إلى أنه أثبت فعاليته بحماية العديد من المزروعات. وقال: نحاول عبر هذه التجربة توجيه القطاع الزراعي إلى الاعتماد على الحيويات الطبيعية بدلاَ الأسمدة والأدوية الكيمائية. وبمعنى آخر، يمكن القول أننا نعمل على تطوير النظم الزراعية في لبنان من الكيمائية الى الطبيعية، كي نساعد التربة والغابات والمساحات الزراعية على تجديد حيوياتها وحماية نفسها بنفسها بعد كل استخدام.
أضاف: ها نحن اليوم نُلبّي دعوة "المكتب الاخضر" لتجربتنا الجديدة على أشجار الصنوبر الذي يعاني من التلوث البيئي، التغيير المناخي والايكولوجي والخلل بالنظام البيئي القائم مع ازدياد استعمال الاسمدة والادوية الزراعية التي تؤثر بشكلٍ سلبي عليه، وأيضاً على قطاع النحل الناشط في المنطقة، وعلى خصوبة التربة في منطقة المتن الأعلى.

وشرح العملية بتفسيرها العلمي على انها "تعمل بطريقتين: كمثبت للآزوت الهوائي، ومكافح للحشرات". موضحاً أنهم توصلوا لهذا المركّب الذي يعمل كمخصب عضوي ورقي من خلال انزيمات متخصصة بامتصاص الازوت الهوائي وتثبيته، وادخاله الى النبات من خلال ثغور الاوراق، ليؤمن بذلك التسميد الازوتي الطبيعي الكافي لجميع انواع الزراعات.
وأكمل: إنه يحتوي على حيويات متخصصة بمكافحة الامراض الفطرية، تعمل على تفكيك جداراياتها وبالتالي تحللها، وتمنعها من التكاثر على الاوراق، حتى لا تهدد المحاصيل.

وأوضح: قصدنا الغابات التي لا تزال تحافظ على التربة السليمة غير الملوثة بيد الانسان وعملياته الزراعية. ونجحنا بتركيب منتجات حيوية تعتمد على البيوتكنولوجيا، وتعمل على رفع مناعة الطبيعة عبر تفعيل عمل النظم الايكولوجية بشكلٍ سليم بأي غابة، ارض أو بستان. ونحن نهدف لاستبدال الاسمدة والأدوية المستخدمة بهذه الحيويات التي تفرز كل الانزيمات والمستحلبات المطلوبة لتّحسّن مناعة الشجرة وتمنحها القدرة الذاتية على مقاومة الامراض بشكلٍ طبيعي.

ونبّه "مخلوف" إلى ضرورة احترام فترات الرش المحددة، حتى ينجح المنتج الطبيعي بمكافحة الفطريات كالرمد، التبقع، اللفحة، العفن البني، العفن الاسود، البياض الزغبي والبياض الدقيقي وتجمّد الاوراق. مشيراً إلى أن هذه الطرق الطبيعية بالعلاج تلعب دورها أيضاً بمنع انتشار العناكب على كافة انواع المزروعات والزهور وأشجار الزينة.

وختم: إنها تجربة نأمل أن تحقق نتائج مهمة لحماية اشجار الصنوبر التي سنراقب ردة فعلها مع النظم الجديدة التي تعالج أيضاً التربة وتحافظ على اخضرار الورق، وتحترم التناغم البيئي الطبيعي بين مربي النحل ومزارعي الصنوبر، فتؤمن نظام التعايش الطبيعي والسليم للطرفين
 
 المصري 
نقيب اشجار الصنوبر في لبنان فخري المصري، حضر بدوره لمواكبة هذه التجربة التي يعتبرها "مهمة ملّحة لانقاذ أشجار الصنوبر من الأمراض والحشرات التي تهاجمها سنويا"، وقال: تلعب شجرة الصنوبر دوراً اقتصاديا وبيئياً مهماً في مختلف المناطق اللبنانية. ونحن سنتابع هذه التجربة باهتمام بالغ، آملين بنجاحها حتى نعمها على مزارعي الصنوبر في كل لبنان.

 حاطوم 
هذا وأشار نظام حاطوم، إلى أن الشركة الوطنية للحلول البيئية (NESCO) الراعية لهذه التجارب العلمية، تسعى لايجاد الحلول البيئية الطبيعية وتحسين الشروط الزراعية في كل المناطق اللبنانية. شارحاً أنهم يركزون على استخدام المنتجات التي تحمي البيئة والمزروعات وصحة الإنسان.

ولفت إلى أن "المُنتَج المستخدم في التجارب يُعتبَر انجازاً علميا مهماً أخذ وقتا طويلا وخضع لعدة تجارب عملية على العديد من المزروعات، وبدأت تظهر فعاليته ونتائجه الايجابية مع المزارعين في البقاع والجنوب والشمال وفي جبل لبنان، ونتوقع له نتائج مُرضية على أشجار الصنوبر".

وختم: إنه مشروع وطني لاقى دعم وزراء الزراعة المتعاقبين. ونعمل من خلاله الى جانب كل مزارع بالتعاون مع مجموعة من الاختصاصيين، بهدف تعزيز الدخل القومي عبر القطاع الزراعي الذي نسعى لنقله من النظم الكيمائية الى الطبيعية في كل لبنان.