Advertise here

هدية من جنبلاط الى بري... الديوان الإسبرطي

09 حزيران 2020 10:04:00 - آخر تحديث: 09 حزيران 2020 10:08:25

يقول الوزير السابق غسان سلامة عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أنه الوحيد من السياسيين اللبنانيين الذي كان يزوره في باريس ويسأله عن آخر إصدارات الكتب.

فالمقرّبون من جنبلاط يعرفون هذا الاهتمام الذي يعطيه جنبلاط للكتاب ومتابعة آخر الكتابات كما أخبار المثقفين ومواقفهم، فغالبا ما تراه ينعي كاتباً أو مؤرخاً او شاعراً عربياً أو عالمياً، ولم تبعده السياسة لا بل يوظّف مطالعاته غالباً ليبعث برسائل سياسية تحاكي الواقع وتغني أحيانا عن اصدار موقف صريح.

ويُعرف جنبلاط بأن الهدية المفضّلة لديه هي الكتاب، ومعظم الأحيان يهدي الكتاب الذي يكون قد قرأه وأحبّه، ويختاره ليكون الضيف المرافق له في لقاءاته السياسية، وهكذا فعل في عين التينة مساء الأحد، حيث قام بإهداء رئيس مجلس النواب نبيه بري كتاباً حاز على جائزة البوكر العربية في دورتها الثالثة عشرة لعام 2020.

الكتاب الذي اختاره جنبلاط لبري هو رواية "الديوان الإسبرطي" للكاتب الجزائري عبد الوهاب عيساوي، والتي تروي تاريخ الجزائر في الفترة الممتدة بين 1815 الذي شهد هزيمة نابليون بونابرت في معركة واترلو الشهيرة وعام 1833، حين انتهت اللجنة الإفريقية الفرنسية من أعمال التفتيش في الجزائر، وما تخلل تلك الفترة من الاحتلال الفرنسي للجزائر.

وكان رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية محسن الموسوي خير معرّف عن هذه الرواية عندما أعلن فوزها بجائزة البوكر حين قال: "تتميز رواية الديوان الإسبرطي بجودة أسلوبية عالية وتعددية صوتية تتيح للقارئ أن يتمعن في تاريخ احتلال الجزائر روائياً، ومن خلاله تاريخ صراعات منطقة المتوسط كاملة، كل ذلك برؤى متقاطعة ومصالح متباينة تجسدها الشخصيات الروائية، هذه الرواية بنظامها السردي التاريخي العميق لا تسكن الماضي، بل تجعل القارئ يطل على الراهن القائم ويسائله".

فالديوان الإسبرطي، الذي وضعه بري بينه وبين جنبلاط خلال اللقاء الطارئ عقب ليلة بيروت السوداء، قد يكون خير جليس للسياسيين اللبنانيين في هذه الأيام، علّهم يتقون شرّ الفتنة وناره التي ما حلّت ببلد الا وأحرقته وأحرقت مستقبل أبنائها.

مرة جديدة يتقن جنبلاط اختيار ما يقرأ... وما يهدي.