Advertise here

لقاء جامع في الفوارة تأكيداً للعيش المشترك... والنائب جنبلاط: سنواصل العمل لكي يبقى الجبل معقل المصالحة والعيش الواحد

06 حزيران 2020 20:20:00 - آخر تحديث: 06 حزيران 2020 21:19:10

أقيم في قاعة كنيسة بلدة الفوارة في الشوف، لقاء وطني جامع، حمل عنوان "لقاء الفوارة"، وجاء بعد الإشكال الفردي الذي وقع في البلدة.

وحضر اللقاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ممثلا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، والنواب: جورج عدوان، ماريو عون، نعمه طعمه، بلال عبدالله، فريد البستاني، مروان حماده، محمد الحجار ووائل أبو فاعور، وراعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار، راعي ابرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، النائب العام في مطرانية صيدا المارونية الأب مارون كيوان، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبد ابو كسم، مستشار النائب تيمور جنبلاط حسام حرب، عضو مجلس القيادة المحامي وليد صفير، الدكتور ناصر زيدان، وكيل داخلية الشوف الدكتور عمر غنام، وكيل داخلية بيروت باسل عود، معتمد الحرف إيلي مسلم، معتمد العرقوب سهيل ابو صالح، وحشد من المشايخ والآباء، مسؤول القوات في الفوارة نزار طانيوس، واهالي من الفوارة والقرى المجاورة ورؤساء بلديات ومخاتير.

 استهل اللقاء بالنشيد الوطني، وتلاه تقديم من كاهن الفوارة عيد بو راشد، ثم القى رئيس بلدية الفوارة غسان طانيوس كلمة رحب فيها بالحضور مؤكدا ان "اللقاء هو للتأكيد على العيش الواحد الذي كرسه مثلث الرحمة البطريرك صفير والاستاذ وليد جنبلاط بالمصالحة التاريخية، مستشهدا بقول البطريرك صفير "اذا كان الجبل بخير، لبنان بخير"، مؤكداً ان "مشكلة صغيرة بين الاخوة لا تزعزع العلاقة، فبريح والفوارة بلدة واحدة." 

لحود
وكانت كلمة لرئيس بلدية بريح صبحي لحود، فقال:" انتم أصحاب الحباه العالية ونخبة هذا الحبل، نحن لسنا ضيوفا عند الدروز، كما أن الدروز ليسوا ضيوفا عند المسيحيين، نحن والدروز عنوان للاصالة في هذا الجبل، ولولا هذه الاصالة لما تمت المصالحات في الجبل وعادت الأمور إلى مجاريها".  

المطران العمار
ثم ألقى المطران العمار كلمة شكر فيها "كل من فكر وحضّر واشترك في هذا اللقاء، وكل من يسعى في هذا الجبل الحبيب، ولا ننسى إقليم الخروب، وكذلك منطقة عاليه، في فكره وحضوره وإنسانيته وماله إلى الحفاظ على صورة هذا الجبل البهية بكل اطيافها وانتماءاتها وجمالاتها".

وأضاف "أشكر نوابنا على تعاونهم من أجل الحفاظ على صورة الجبل البهية، والشكر لكل أصحاب المبادرات الخيرة، الصغيرة والكبيرة التي تعمل على توطيد الحوار والأخوة والتعاون المسؤول". 

وتابع " رمزية اللقاء أن نجتمع في الفوارة، وأهل الفوارة من أبناء الجبل المميزين، بحبهم لمنطقتهم وقد اثبتوا ذلك بشجاعتهم وسخائهم المالي والإنساني وخصوصا بترددهم المستمر إلى بلدتهم والسكن فيها، وهم أحبوا شفيعهم مار انطونيوس الكبير. والشكر الخاص لوليد بك جنبلاط على تردده غير المعلن على الفوارة لتفقد البلدة ومساعدته في بناء الكنيسة في وقت كانت فيه البلدة بأمس الحاجة إلى هذا الحضور المميز."

وختم :"نقول لأهلنا في الجبل: "أن اختلافنا بالسياسة، لا يعني أبدا اختلافنا بالشخصي، ولا يعني اختلافنا على محبة اهلنا واخوتنا في الجبل، أهلنا بحاجة إلى صورتنا الجامعة، وخصوصا في هذه الظروف الصعبة لكي تطمئن قلوبهم، ونذكرهم بالخير الذي نريده لوطننا ولجبلنا الذي قال عنه مثلث الرحمة البطريرك صفير خلال المصالحة التاريخية: أنه قلب لبنان النابض، ولكي يكون لبنان بخير، يجب أن يكون قلبه بخير."

المطران الحداد
بدوره تحدث المطران الحداد فقال : "ان البابا بنديكتوس السادس عشر قال "لعل قمة الحضارات هي التلاقي والحوار والمصالحة، ولا يمكن أن نبني ذواتنا ومجتمعنا أن لم نضع يدنا بيد الآخر، الذي يكوّن معنا هذا المجتمع، وإلا فنحن في واد انحداري حتى الموت. هذه الخطوة هي خطوة حضارية، هكذا تبنى الأوطان والمجتمعات بالتلاقي والحوار والمصالحة". 

وأضاف، قال البابا يوحنا بولس الثاني" لبنان رسالة" وأقول أن "الجبل هو جوهر هذه الرسالة، وما نراه اليوم يؤكد ذلك، ويبني على هذه الروح التي تسود اليوم بين الفوارة وبريح وفي كافة مناطق الجبل أن تسود في كل بيت من بيوت لبنان".

وتابع: نحن هنا نتطلع إلى الثورة، في وسط بيروت اليوم، ولا يسعني الا ان أصلي إلى الله أن يمد روح هذه المصالحة إلى وسط بيروت والى كل اللبنانيين لينعم لبنان بالميزة الحضارية التي  طالما تميز بها."

وقال: "الثورة الحقيقية هي ما نشهده اليوم هنا، ثورة الأخلاق، والتلاقي والحضارة. نحن نؤمن بفعاليات هذا الجبل كلهم، ونؤمن بعائلاتها وبالتربية التي تلقاها كل فرد في العائلة الحبلية مسيحية ودرزية اسلامية، نؤمن بكل المؤسسات التربوية التي دعمت هذه الروح الأخلاقية التي اوصلتنا إلى هذه القاعة اليوم لنقول" نعم للوحدة الوطنية، نعم للبنان ".

عدوان
ثم تحدث النائب عدوان فقال: "نلتقي اليوم لنؤكد مرة جديدة، أن العيش سوياً في الجبل هو خيار وقناعة ومسؤولية، اخذناها عندما جددنا المصالحة بين غبطة البطريرك صفير والأستاذ وليد جنبلاط، لنطوي صفحة من ماضي اليم، إنما لتفتح صفحة جديدة تعلمنا كلنا لنستفيد من تجارب الماضي وما مررنا به".

وأضاف: "نحن على قناعة بأن الكل أدرك أنه بعد هذه المصالحة اذا حافظنا على وحدة الجبل، نكون بذلك نؤسس لوحدة  لبنان وسيادته واستقلاله في هذه المنطقة. فحذار لأي اهتزاز في الجبل انعكاساته تكون على السيادة والوحدة الوطنية، هذا هو حجم المسؤولية التي تترتب على كل فرد منا، لأن عيشنا معا هو فتح صفحة لبناء تاريخ ثابت وصامد في المنطقة، والمسؤولية كبيرة لأن واجب كل فرد منا أن يتصدى للشواذ وأن يمنع تجاوز الخط الأحمر بأن نخطئ ولا نعتبر كرامة الغير من كرامتنا وحق الآخر من حقنا، ما يضيم جيراننا يضيمنا، وما يصيبهم يصيبنا، وما يؤثرعليهم يؤثر علينا، وعندما نتبادل هذه القناعات يدا بيد نبني المستقبل."

وختم "سنقف سدا منيعا أمام كل من سيتجاوز هذا الخط الأحمر، سواء بالكلمة النابية او العمل الشاذ، وعندما يواجه كل مكون الخطأ عنده لا تأخذ الأمور طابعا بين مكونين، بل تقف عند المكون الواحد، هذه مسؤولية كل فرد منا، وهذه رسالتنا لكل الناس، ونحن واياكم سنبقى معا، والجبل جبلنا كلنا، والوطن وطننا جميعا، مسؤوليتنا أن نحافظ عليه ولكي نحافظ عليه علينا أن نعيش معا بكرامة وحرية وعنفوان."

 عون
من جهته قال النائب عون : "كم انا سعيد بهذا المشهد اليوم، والذي نراه بعد انتخابات 2018 والذي يجمع نواب قضاء الشوف كافة، هذه صورة جميلة جدا، وهي معبّرة عن أصالة الشوفيين بمختلف أطيافهم واديانهم، فبغير هذه الصورة لا تكون الأوطان".

اضاف: "للأسف خلال سنوات حاول البعض النيل من هذه الوحدة، ولكننا عدنا اليوم وبنيناها من جديد، ولا شيء سيزعزعها، والحادثة الصغيرة التي حصلت مؤخرا في الفوارة برهنت أن لا شيء يمكنه النيل من التأكيد على سلمنا ووحدتنا والحفاظ على الأمن لأننا شعب واحد."

وأثنى عون  على  الدور المسؤول الذي لعبته البلديات والفعاليات في المنطقة للحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك الوطني .

 واكد ان الشوف كان ولا يزال غنيا بعطاءاته، ولا أحد يستطيع المس بأمننا الداخلي والعلاقات بين أهل الجبل. ونحن كنواب الشوف نعمل كفريق واحد ولا نتأخر عن اي جهد يصب في إنماء الشوف" .

 البستاني
 النائب فريد البستاني قال :"نحن هنا اليوم لتجديد وتثبيت العيش الواحد، هذا العيش الذي امتاز به أهل الجبل على مر العصور من عهد الإمارة إلى عهد الجمهورية، إننا هنا لنبعث برسائل الوحدة والوئام والعيش الواحد من قلب الجبل إلى كل أنحاء الوطن، لا سيما في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا والأزمة المعيشية التي باتت تهدد وحدة لبنان ووحدة نسيجه الديمغرافي المتنوع."

وأضاف: "أقف هنا لأقول جهاراً أن الشوف سيبقى مساحة وئام ومحبة وتلاق، وذلك بفضل وعي أبنائه وسهر رعاته الدائم على تثبيت هذه المبادىء، وهنا اسمحوا لي أن أوجه تحية إلى صاحب السيادة المطران مارون العمار وصحبه من رجال دين، الذي يبذل قصارى جهده في كل مرة يتعرض فيها مجتمعنا لمشاكل وأخطار. إن وقوفنا إلى جانب الدولة، دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، هو السبيل الوحيد لإنقاذنا من كل المطبات والمشاكل التي تهدد وحدتنا، وإننا نعلن وقوفنا إلى جانب إخواننا في الخط الوطني المناهض لمشاريع التفتيت والتقسيم التي تتربص بنا، ونعلن تمسكنا بوحدة وسيادة لبنان في أرضه ومياهه وأجوائه ضد اطماع ومخططات العدو الغاشم".

في الختام أوجه تحية إلى فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون الذي بارك ويبارك خطواتنا في سبيل وحدة جبلنا وعيشنا الواحد. كما أريد أن أستشهد بما قاله معالي الوزير وليد جنبلاط من على منبر القصر الجمهوري في بعبدا منذ أقل من شهر حيث تكلم عن توافقه مع فخامة رئيس البلاد وتمسكه بأمن الجبل وهذا شعارنا وهذا طريقنا وهذا خيارنا."

النائب جنبلاط
وفي ختام اللقاء تحدث النائب جنبلاط، فقال: "نجتمع اليوم لأن التجارب الأليمة علمتنا أن لا بديل لنا عن وحدتنا وعيشنا المشترك، ومع تأكيدنا أن ما حصل في الفوارة هو إشكال فردي مدان فإننا نصر على ان يأخذ القانون والقضاء مجراه ولن يكون هناك غطاء لأي متورط".

اضاف: "سيادة المطارنة، لكم الجهود المقدرة في الحفاظ على ما صنعناه من خلال المصالحة الوطنية مع البطريركية المارونية ومع كل الفعاليات والأحزاب في الْجبل. هذا الحرص المتبادَل، ليس إلا تمسكاً منّا بحياة طبيعية يجب أن تبقى سائدة في الجبل، كما في كل لبنان".

وتابع: "يكفي ما يعانيه المواطنون من أزمات معيشية وصحية واقتصادية لذلك سنواصل العمل المشترك بالتعاون مع الجميع لكي يبقى الجبل معقل المصالحة والعيش الواحد. لنتكاتف جميعنا لمساعدة الناس بالحد الأدنى الممكن لكي يتمسكوا بالأرض والعمل فيها." 

وختم قائلا: "ما تعرّض له أهالي الفوارة أصابنا جميعا. التمنيات بالسلامة لمن أصيبوا في الإِشكال، ولتأخذ العدالة مسارها".