Advertise here

جمعية كمال جنبلاط الفكرية: رحيل ضمير العمل الوطني

04 حزيران 2020 11:47:00 - آخر تحديث: 04 حزيران 2020 12:24:58

صدر عن جمعية كمال جنبلاط الفكرية البيان التالي:

"شهد مساء بيروت رحيل مؤسس بيروت المساء، شهد مساء بيروت بهدوء ودون ضجيج رحيل من لم تبهره المنابر والخطابات والشهرة الإعلامية، شهد مساء بيروت رحيل من عاصر الثورات الحقيقية، من أدرك معنى النضال الحقيقي، من أعطى للقضايا الوطنية بعدها النضالي، شهد مساء بيروت رحيل الرجل الهادىء الذي إنكفأ عن الساحة السياسية بإرادة ذاتية بعد أن أدرك الإنحدار الهائل لمفهوم العمل الوطني في لبنان، صاحب الفكر المتنور محسن إبراهيم.

رافق الكبار ولم يعمِ الغرور بصيرته، عاصر المحطات النضالية في الستينات والسبعينات وبقي بتواضعه بعيدا عن الكاميرات والإطلالات الإعلامية، كان الضمير الحي للعمل الوطني إلى جانب المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وعند إستشهاد المعلم أدرك أن الطريق نحو الإنحدار بدأت تباشيره بالقضاء على القرار الوطني المستقل من خلال ضرب الحركة الوطنية اللبنانية. وبعد الإجتياح الإسرائيلي أدرك أن القرار صدر بتصفية القضية الفلسطينية إستكمالا لما تم على الصعيد اللبناني، وأعلن مع المناضل الكبير الراحل جورج حاوي بيان تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وشعر بأن الحصار إستكمل على عمل المقاومة لتطويعها واخذ البلاد نحو الفرز الطائفي حتى بمفهوم المقاومة ضد إسرائيل فإنكفأ عن العمل السياسي بذريعة القراءة النقدية لتجربة الحركة الوطنية اللبنانية وتحالفها مع الثورة الفلسطينية، لكنه بالعمق أدرك أن التصفيات الجسدية التي تمت وتستكمل كانت وستبقى لتطويع كل تحرك داخلي في لبنان وربطه بعهد الوصاية على لبنان.

 صدقت رؤيته حيث إنقلب الوضع في لبنان رأسا على عقب ولم يعد هنالك صراع بين اليمين واليسار بل أصبح بين المذاهب والطوائف، وتحت ذريعة الإنصهار الوطني والتعايش، كبلوا لبنان بحكم التوافق الطائفي، عاصر غروب النضال الوطني كما عاصر بزوغ فجره، رحل بصمت ودون ضجيج حتى أولئك الذين أحاطوا به وبالمعلم الشهيد كمال جنبلاط لم يتورعوا حتى عن نعيه أوالإشادة بمزاياه ونضالاته لأنه نقلوا بندقية النضال الوطني الحقيقي من كتف ووضعوا بندقية ما يسمى بالممانعة ومصالح الدول الخارجية على الكتف الآخر.

 كم هو مخزي أن يكتب التاريخ الحقيقي، لأن ما يسمى بالقوى الوطنية والتقدمية لم يعد لها صلة بتاريخ الحركة الوطنية اللبنانية، لقد غاب الفكر النضالي للعمل الوطني اللبناني، غاب ضميره الحي، غاب المناضل الكبير محسن إبراهيم رحمه الله".