Advertise here

بعد أحداث مينيابوليس الاميركية... هل الحريات في العالم بخطر؟

01 حزيران 2020 18:06:27

لا طالما إعتُبرت الولايات المتحدة الاميركية من أعرق وأعظم الدول لقدرتها على السيطرة والنفوذ الذي تتمتع به، بالإضافة الى إعتبارها من أكثر الدول في صون الحريات وضمان التعبير عنها، لكن هذه الصورة سرعان ما تزعزعت مع إنتشار فيديو مقتل المواطن الاميركي من أصول أفريقية على يد شرطة ولاية مينيابوليس الاميركية وأعادت الوجه الآخر والأكثر سوداوية لأميركا والشعب الاميركي.

صحيح ان العنصريّة موجودة في الولايات المتّحدة منذ الحقبة الاستعمارية، حين أُعطي الأميركيّون البيض امتيازات وحقوق انحصرت بهم فقط من دون كلّ الأعراق الأخرى، الا صراعا طويلا خاضه الاميركيون من اصول إفريقية تقدمه في مرحلة من المراحل المراحل مارتن لوثر كينغ ومالكوم اكس وآخرون افضى إلى تحولات كبيرة بلغت حد فوز باراك أوباما للرئاسة كأول رئيس أسود للولايات المتحدة لفترتين رئاسيتين متتاليتين من عام 2008 إلى عام 2016 ما أوحى بأن الولايات المتحدة دخلت بعصر جديد، عصر ما بعد العنصرية.

الا ان الفيديو الذي يوثّق لحضات موت المواطن جورج فلويد جاء ليشكل صدمة لدى الشعب الأميركي، ويحدث ردة فعل كبيرة جداً وإستياء في أميركا والعالم، وأدت الواقعة إلى موجة احتجاجات واضطرابات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ سنوات، اجتاحت مدنا أميركية عدة من بينها العاصمة واشنطن، حيث ان الدولة التي ادعت نشر الديمقراطية في العالم، أطلقت شرطتها الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين خارج البيت الأبيض.

فهل مصير الحريات في العالم بخطر لا سيما في ظل الأنظمة السياسية التي تتخذ من التطرّف سمة لها في الحكم كما العنصرية تجاه شعوب وأعراق وأمم؟

وهل تعيد حادثة فلويد الولايات المتحدة والعالم الى مرحلة ما قبل النضالات الكبيرة التي قادتها الشعوب من أجل التحرر ومنهم اصحاب البشرة السوداء الذين نالوا من العنصرية ظلما كبيرا؟

فالتفرقة العنصرية لا تنبع من لون البشرة، ولا التفرقة الجنسية من الجنس، ولا التفرقة الإجتماعية من المستوى الإجتماعي والمدخول، بل تنبع كلها من العقل البشري، وبالتالي فإن الحل للتمييز العنصري والنفور من الآخر وسائر مظاهر عدم المساواة ينبغي، أولاً وقبل كل شيء، أن يعالج الأوهام العقلية التي أفرزت مفاهيم زائفة، على مر آلاف السنين، عن تفوق جنس على آخر من الأجناس البشرية.