Advertise here

لبنان في ذاكرة الإمارات

07 شباط 2019 11:57:08

عاشت مدينة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثلاثة أيّام مع زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، في تظاهرة مدنية روحية شارك فيها شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الخطيب، وإنتهت الاربعاء، وقد توّجت بتوقيع وثيقة "الاخوّة الإنسانيّة"، وهدفها "تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب".

وكان لبنان ممثلاً في تلك المناسبة بوفوده وبشخصياته الروحية والسياسية والإقتصادية، والمدنية، والعلمية، وقد لفت أحدهم الأنظار حين دمعت عيناه وهو يتابع مشهد إستقبال البابا فرنسيس في تلك الواحة.

لا بد أن ذلك اللبناني القديم في دولة الإمارات، قد تذكر ان بابا الفاتيكان بولس السادس نزل في مطار بيروت يوم 2 كانون الأول 1964 من القرن الماضي ومكث نحو خمسين دقيقة على الأرض اللبنانية وهو في طريقه إلى مدينة "بومباي" الهندية حاملاً إليها رسالة السلام في العالم.

ولعل ذلك اللبناني قد تذكر أيضاً زيارة البابا يوحنا بوليس الثاني الذي زار لبنان لمدة يومين (10 و11 أيّار 1997) حاملاً إليه "رسالة رجاء جديد من أجل لبنان".

وبالتأكيد تذكر اللبناني المعمر في دولة الإمارات أن بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر زار لبنان أيام 14 و15 و16 أيلول 2012 لتقديم الإرشاد الرسولي إلى أساقفة الشرق الأوسط.

لكن حفل إستقبال البابا فرنسيس في الواحة الإماراتية كان مختلفاً عن كل ما سبق من إحتفالات. فقد وجد نفسه أمام مجتمع إنساني كوني متعدد الجنسية، واللون، والهوية، واللغة، والعقيدة الروحية، مجتمع يعمل بجد، وأمانة، وطمأنينة، ومساواة أمام القانون والنظام بالعدل.

ولعل ذلك اللبناني الذي دمعت عيناه في مهرجان إستقبال بابا الكنسية الكاثوليكية قد تذكر صوراً من زمن عز لبنان أيام كان صيفه يبدأ في أول الربيع، ولا ينتهي قبل تشرين الثاني، زمن كانت مدن عاليه، وبرمانا، وبعلبك، وصيدا، وصور، وجبيل، وبحمدون، وصوفر، وحمانا، ودير القمر، وطرابلس، صعوداً إلى قمم الأرز، حافلة بالفرح، وبالثقافة، والجمال.

يتحسر اللبنانيون في المدن والمصايف حيث لاهل الخليج دور، وقصور، وديوانيات تنتظر أهلها وزائريها وافراحها، ويبقى الرجاء كبيراً بان يتبدل حال لبنان فيخرج من ازمته التي طالت، ويعود الاهل والاصدقاء والجيران إلى ربوعهم بأمان، وطمأنينة، وفرح.

كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أحد كبار القادة والرؤساء والملوك والامراء العرب الذين أحبوا لبنان، بطبيعته، وثقافته، ومدنيته.

وللمغفور له الشيخ زايد بضع كلمات عن لبنان قالها في جملة لأحد الصحافيين اللبنانيين في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، أثناء قمة عربية فاشلة في بغداد.. وكان الوضع اللبناني مأساوياً.

وقد إستقبل الشيخ زايد الصحافي اللبناني بشرط ان يكتفي بسؤال واحد.

وإمتثل الصحافي للشرط، فسأل رئيس دولة الإمارات:

صاحب السمو.. هل لديكم فكرة، أو تصور، لمساعدة لبنان في حل أزمته؟

تمهل الشيخ قبل أن يشير باصبع الإتهام للصحافي قائلاً:

"إسمع.. نحن نحب لبنان، ونحب صيفه وأهله. ونحن عندما نجول في بعض مصايفه نشاهد يافطات معلقة على شرفات البيوت، ومكتوب عليها: "للإيجار..".

ثم توقف مؤسس وباني دولة الإمارات ليقول:

"... وأنتم اللبنانيين كتبتوا على باب بيتكم "للإيجار".. ويللي يكتب على باب بيتو للإيجار... يلاقي من يستأجر.."!!

... وإنتهت المقابلة...