Advertise here

ألغام كثيرة أمام الحكومة بعد سلعاتا... واستياء دولي

01 حزيران 2020 10:12:00 - آخر تحديث: 01 حزيران 2020 10:43:15

أثار تراجع الحكومة عن خطة الكهرباء، والإلتزام ببناء معمل سلعاتا، بالإضافة إلى انكسار رئيس الحكومة، حسان دياب، أمام الحسابات السياسية أو المحاصصات، استياءاً عارماً لدى الجهات الدولية المعنية في لبنان، وذلك بعيد إعلانه أن الحكومة تلتزم خطة الكهرباء وفق ما ورد في البيان الوزاري، أي أن الحكومة قد أصابت نفسها، وخطّتها الإصلاحية على مرأى العالم الذي انتظر إنجازاً أساسياً في ملف الكهرباء كمدخلٍ للإصلاح الذي يمكّن لبنان من الحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي.
سارع سفراء كثر إلى طرح تساؤلات عدة حول الإصرار على معمل سلعاتا، وخلصوا إلى نتيجة واحدة بأن لا شيء تغيّر، وأن لبنان أمام معادلة بالغة السوء، وهي أن "إما سلعاتا، أو لا كهرباء، ولا خطة".

الخطوة ستدفع بالكثير من الوزراء إلى إعادة حساباتهم، كما أن هناك معطيات تفيد بتراجع الحماسة لدى بعض الدبلوماسيين في توفير الدعم للحكومة واحتضانها، وصولاً إلى حد إرسال رسائل تحذير، وإشارات بتخفيض منسوب الاهتمام من خلال مقاطعة بعض السفراء للقاءات والاجتماعات التي ستعقد، وتكون مخصّصة لمناقشة ملفات إقتصادية ومالية.

ألغام كثيرة تعترض طريق الحكومة بعد خطة سلعاتا، وأبرزها أيضاً الخلافات على التعيينات التي لا تزال مستمرة بين القوى المختلفة، وقد دخل على خطّها أيضاً بمفعول العدوى عناصر جديدة بالأمس، بحيث برزت أصواتٌ دفعة واحدة، وبكبسة زرٍ، تهدد بالإنسحاب من الحكومة ما لم يتحقق لها ما تريد في التعيينات. ليست هذه الأصوات إلا بهدف إستخدامها من قبل قوى أخرى تريد تحسين شروطها بوجه رئيس الحكومة والضغط عليه لتحصيل المزيد من المكاسب كما حصل في ملف سلعاتا، وهؤلاء الذين يرفعون أصواتهم معترضين ومطالبين أملاً منهم بالعودة إلى المسرح السياسي، وهم قد استاؤوا من انتصارات غيرهم بعد أن ظنوا أنفسهم يتسيّدون ساحاتهم وقراراتهم، فما كان صوتهم المرتفع إلا تذكير بوجودهم، عندما لم يلقوا تجاوباً من قِبل القوى السياسية الفاعلة لمطالبهم بطلب مواعيد، وعقد لقاءات يعودون من خلالها إلى المشهد السياسي.

سيُستخدم هؤلاء في معركة جديدة، من ضمن المعارك المفتوحة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، خصوصاً أن كل المعلومات تفيد بأن العلاقة غير جيّدة بين بعبدا والسراي، وقابلة للانفجار في أي لحظة من اللحظات، لا سيّما بعد تسوية سلعاتا التي لم تحفظ ماء وجه رئيس الحكومة، ولا تعهداته أمام المجتمع الدولي. وبعد أن يحقّق أحد الأفرقاء ما يريده مجدّداً، سيجد رافعو الصوت أنفسهم في العزل مرة جديدة. إلّا أن آلية طرحهم لشروطهم ومطالبهم، لا تسهم إلا بتهشيم الحكومة أكثر، وبفضح آلية عملها واتّخاذ القرارات فيها. وهي صورة سيئة يتم تقديمها أمام العالم الذي حتماً لن يقدم أي مساعدات، طالما أن النهج نفسه هو الذي يستمر.