نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً تطرّقت فيه إلى وجود 900 طفل من أبناء عناصر في تنظيم "داعش" الذين أتوا إلى سوريا من الدول الغربية، وقد تركتهم هذه الدول في مخيمات في شمال شرق البلاد، مؤكدةً أنّه ليس بإمكانها إعادتهم.
وكشفت الصحيفة أنّ طفلة فرنسية بالغة من العمر 7 أعوام كانت بحالة صحيّة سيئة الشهر الماضي، وتحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، فأرسلت فرنسا طائرة طبية ونقلتها إلى باريس لتلقي العلاج، لكنها تركت والدتها وأشقاءها في سوريا. وفيما يعدّ نقل هذه الفتاة إلى دولة أوروبية استثناءً، يعتبر المدافعون عن حقوق الإنسان أنّ هذا دليل على أنّه بإمكان الدول الغربية إعادة الأطفال عندما تريد.
وفيما دعت القوات الكردية التي تدير المخيمات في شمال شرق سوريا إلى إعادة جميع الأجانب إلى بلادهم، علّقت الباحثة في شؤون مكافحة الإرهاب في "هيومن رايتس ووتش" ليتا تايلر في حديث للصحيفة، متسائلةً كيف أنّ "حكومة مثل فرنسا تُعنى بحقوق الإنسان، يمكنها إعادة طفل واحد ولا تعيد العائلة كاملةً".
توازيًا، تعتبر جماعات حقوقيّة أنّ ترك الأطفال في سوريا يهدد صحتهم العقلية والجسدية، كما أنّ فيه مخاطرة بأن يتمّ تلقينهم الأفكار الداعشية، ما قد يولّد جيلًا جديدًا من الجهاديين. وبحسب مجموعة الأزمات الدولية، فإنّ الأطفال يفتقرون إلى التعليم والرعاية الصحية، كما يعانون من نقص في الغذاء والمياه النظيفة، ويتزايد القلق الآن من تفشي فيروس "كورونا" بينهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ بعض الدول أعادت العديد من أطفالها، مثل روسيا وكوسوفو وتركيا وأوزبكستان وكازاخستان، في الوقت الذي يوجد فيه 26 طفلاً كنديًا في شمال شرق سوريا. من جهتها، أعادت فرنسا حتى الآن 18 طفلاً فقط من أصل 300 طفل من آباء فرنسيين قاتلوا في سوريا.