نشرت صحيفة "وشنطن بوست" الاميركية مقالاً رأت فيه أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يواجه تحديات هي الأصعب منذ 9 سنوات، وتتمثّل بالإنشقاق داخل عائلته وانهيار الاقتصاد وتزايد التوترات مع روسيا.

وأوضحت الصحيفة أنّ الاقتصاد الذي يتدهور يدفع بالسوريين نحو الفقر بشكل غير مسبوق، في وقتٍ لا تستطيع روسيا ولا إيران ضخ مليارات الدولارات التي تحتاجها سوريا لإعادة الإعمار، كما أنّ الأسد يستمرّ برفض إجراء الإصلاحات السياسية التي قد تفتح الأبواب أمام التمويل الغربي والخليجي.

 من جهتها، علّقت لينا الخطيب رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "تشاثام هاوس" على الوضع في سوريا، ورأت أنّ اعتماد الأسد على الدعم الإيراني والروسي باتَ كبيرًا وهو يفتقر إلى الموارد المحلية ولا يحظى بشرعية دولية، كذلك فإنّ قوته العسكرية ليست بالمستوى الذي كانت عليه قبل الحرب.

وبحسب الصحيفة، فإنّ الخلاف الذي ظهر إلى العلن بين الأسد ورامي مخلوف، إنما يعكس مشاكل أعمق. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أيمن عبد النور الذي كان صديق الأسد، قوله "إنّ الوضع الآن خطير ويتباين مع الضغط الذي يُمارس على رجال أعمال آخرين، لا سيما وأنّ ما يحدث هو في الدائرة الداخلية للأسد"، مضيفًا انّ "مخلوف أصبح كبيرًا ومن غير المسموح أن يصبح مهمّا في سوريا".

من جهته، قال المحلل السياسي السوري داني مكي إنّ مخلوف تحدى الاسد بشكل علني، هو أمر لا يتم التسامح معه عادة في سوريا. ولفت إلى أنّ "ما نراه الآن ليس مجرد معارضة بل معارضة مفتوحة للرئيس ولمؤسسة الرئاسة من قبل رجل أعمال، والسؤال الأكبر هو ما الذي سيحدث للاقتصاد على المدى الطويل".
 
توازيًا، رأى وزير الزراعة السوري السابق نور الدين منى، في منشور عبر حسابه على "فايسبوك"  
أنّ النظرة إلى مستقبل سوريا تبدو قاتمة ومخيفة، مشيرًا إلى أنّ القلق والخوف والجوع والفقر يسيطرون على الشعب السوري.

وذكّرت الصحيفة بما قاله السفير الروسي السابق في دمشق ألكسندر أكسينيونوك عن أنّ "دمشق غير آبهة بإظهار نهج مرن في التعامل، والنظام متردد أو غير قادر على تطوير نظام حكم يمكنه تخفيض نسبة الفساد والجريمة".