Advertise here

الشيخ حسن : شيخ العقل هو شيخ الجمهورية... أي رسائل للحاملين عليه؟

06 شباط 2019 10:47:00 - آخر تحديث: 08 أيلول 2020 12:05:56

يتحلّى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن بأسلوب فريد في محاورة مجالسيه، وهو يتقن فنّ اصابة الأهداف المتوخّاة في اجابته عن الأسئلة الصعبة من دون تكبّد عناء الاطالة في الشرح أو تشييد متاريس اعلامية في وجه مُستهدفيه. وتتشابه الكيفيّة التي يعتمدها شيخ العقل في التعامل مع الحملة المساقة ضدّه وتمرّسه في التعبير عمّا يختلجه من أفكار بهدوءٍ وحنكة، وهو يضمّ أطراف أصابع يديه بعضها الى بعض، في دلالة واضحة من منطق علم لغة الجسد، على أن المتحدّث يرتّب أفكاره ويؤمن بها، فيجمع براهينه بغية تحقيق غايته. ويلاحظ من الجلسة مع الشيخ حسن، المقلّ في اطلالته الاعلامية الى حدّ الندرة، في أنه لا يهرب من الأسئلة، بل يواجهها، حتى وان لم يرد الاجابة مباشرة ًعنها. وبدا ذلك جلياً خلال مقابلةٍ مع "النهار"، اذ سئل عن المحاولات الحثيثة لمحاصرة مشيخة العقل وزيادة الضغوط عليها. فما كان به سوى الإجابة بهدوء لافت: "لا نشعر بحصار".

وهو عندما يسأل عمّا اذا كانت المؤشرات التاريخية تعيد نفسها لجهة انقسام مشيخة العقل، يحزم في اجابته: "اليوم بات لدينا قانون. شيخ العقل هو شيخ الطائفة وشيخ العشيرة وشيخ الجمهورية اللبنانية، وأقول ذلك من أجل تذكير المسؤولين اللبنانيين"، مشيراً الى أنه "اذا كان ثمة مطالب يريد أن يستحصل عليها أحد الأفرقاء في الطائفة، فلا بد لمشيخة العقل ان تبقى في مستواها. ونتمنى سحب الموضوع من الاعلام والعودة الى البيت الداخلي. فلنجلس ونبحث اذا كان ثمة ملاحظات او امكان لتطوير القانون، لكن البحث لا يتم عبر الاعلام".

وعن التواصل مع معارضيه من الساسة الدروز، يؤكّد أننا "طرحنا تشكيل لجنة مستقلة وننتظر بعض الاجوبة". يُسأل: لماذا الانتقال من حلبة المصارعة السياسية الى البيت الديني، في حين أن التنافس السياسي مسيحياً لا يستهدف بكركي ويتحلّق حول دورها؟ يقول إنه "لا شك في أنه خطأ تاريخي محاولة الرجوع الى انقسام مشيخة العقل"، مذكراً بأن "ارسلان وقّع على توحيد المشيخة. ربما ثمة أسباب سياسية للحملة، ونحن لسنا محاصرين".

ويرى أننا "جزء من هذا المجتمع وهذه الحالة (الضغوط) تشكل تشويشاً للأفكار. عملنا قانوني ونزرع المحبة وننبذ الكراهية. نحن في خدمة المجتمع التوحيدي ولا نفرّق بل نعمل براحة ضمير"، مضيفاً أن "توحيد المشيخة يحصّنها ويعطيها قيمتها ومعنوياتها لأنها تمثل الطائفة. أما العودة الى التقسيم فهو إضعاف للموحّدين، ومن المؤسف أن يفكّر أحد بهذه الطريقة".

يستعين الشيخ حسن بآية من "الكتاب الكريم"، وفق قوله، في معرض ردّه عمّا اذا كان ثمّة ضغوط خارجية تمارس للنيل من مشيخة العقل: "البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربّه". وتتوافق هذه الآية مع ما ذكر في الانجيل، كما يضيف: "ليس شيء من خارج الانسان اذا دخل فيه يقدر أن ينجّسه"، معقّباً أن "المشكلة ليست منا نحن، والكلام هنا غير سياسي". ويؤكّد أن "مشيخة العقل لا تتعاطى الشأن السياسي. وهي تتولى ادارة شؤون الطائفة الزمنية والاجتماعية والمالية ومصالحها الدينية وتمثيلها في الشؤون العائدة لمهمات المجلس والسهر على الحفاظ عليها".

يكثر الحديث عن فتنة داخلية. "ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين"، آية يحتكم إليها الشيخ حسن في الرد، مشدداً على أنه "لا بد المرء منا أن يتحلّى ببعد نظر وبثقة بعمله وبرؤيته للنجاح والخير. طائفتنا لها جذور تاريخية والوحدة فيها متأصلة. وأنا دائماً أستبشر بالخير". ويضيف: "الاختلاف السياسي وارد فما من قلبين ينبضان بالدقّة نفسها. ولا بد للانسان من أن يخلع رداء الأغراض السياسية في موضوع مشيخة العقل". ويلفت الى أن "مسؤولية الجميع تكمن في تحقيق وحدة مشيخة العقل. القانون جمع كل فعّاليات المجتمع وشرائحه. لدينا هيئة دينية واي ازدواج هو مصدر فوضى، ومن العار التحدّث عن شيخيّ عقل". وعن وصيته الى الدروز؟ يجيب: "أوصيهم بالهدوء والكلمة الطيّبة وزرع الألفة والمحبة والتسامح، وعدم الاخذ بالأقاويل. فالموحدّ عندما يسمع أي خبرية عن أخيه عليه أن يذهب ويسأله ويستفسر عنها، فلا يبث شائعات. ونتمنى أن تبقى هذه الطائفة الكريمة مصانة ومعزّزة".

عن العلاقة مع المشايخ الارسلانيين، يشير الى أن "المشايخ شكّلوا بعد أحداث الجبل وحدة مجتمعية. وهم على تواصل اجتماعي ومشاركة فعلية في المناسبات الخاصة، فلا نشعر أنّ ثمة انقساماً. لم تنسحب السياسة على علاقة المشايخ الذين منهم من يزور خلدة ومنهم من يزور المختارة، لكن الوحدة المجتمعية مستمرة".

وماذا عن العلاقة الشخصية بالشيخ ناصر الدين الغريب؟ يقول إن "الشيخ الغريب لم يتواصل معي. زرته (آجرته) سنة 2010 وزارني (آجرني)، لكنه عمد بعدها الى مهاجمتي في الصحف وكفّ عن التواصل معي، فماذا عليّ أن أفعل؟". ما هي الرسالة التي يوجهها اليه؟ يجيب ممازحاً "أرسلها اليه بالخاص". وعن رسالته الى النائب طلال ارسلان؟ "ادعوه وهذه الدار داره". وأي رسالة الى الوزير السابق وئام وهاب؟ "التعقل والحكمة، وهو زارني أكثر من مرّة". والى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يقول: "نتمنى له الصحة. رؤيته حكيمة دائماً وهو رمز للطائفة والوطن". ويدعو بالتوفيق الى النائب تيمور جنبلاط، مستذكراً ما قاله له شخصياً: "القائد لا يصبح قائداً بل يولد قائد". ويذكر خلال توجيه رسالته إلى العهد بأن شيخ العقل هو شيخ الجمهورية، معتبراً أن دعوة الشيخ الغريب إلى قمة بيروت خطأ مضى. وما رسالته الى من يتهمه بتمثيل توجه سياسي معين؟ يجيب: "انهم يعلمون بأنني أمثّل الجميع في الطائفة".