ايها اللبنانيون، إما العتمة أو إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة لشراء الفيول. فعدادات الكهرباء شبه متوقفة عن الدوران، فيما عداد الدين يدور ويدور ويسجل ارتفاعا غير مسبوق في العجز.
إنها قصة إبريق الزيت تتكرر مع إدراج قانون معجّل مكرّر لصرف اعتمادات إضافية للمؤسسة بقيمة 2700 مليار ليرة على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقرَّرة الأسبوع المقبل. 
في شهر تشرين الاول من العام الماضي وفي جلسة تشريع الضرورة جرى اقرار سلفة بقيمة 640 مليار ليرة، سبقه اعطاء المؤسسة اعتمادات بقيمة 2100 مليار ليرة. فيكون ما صرفته المؤسسة خلال عام نحو ملياري دولار.
العجز الذي تسببه الكهرباء في ميزانية الدولة بات يفوق التحمل، فيما مؤسسة كهرباء لبنان تتغاضى عن اربعين بالمئة من الهدر، ما دفع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى التحذير قبل ايام من تسويق سلفة جديدة للكهرباء. 
في كل مرة تستبق المؤسسة طلب السلفة بتقنين قاس، ويتم التمهيد لطلب السلفات بالتهويل بعتمة ستعم لبنان. فيرضخ مجلس النواب للضغط ويقرّ السلفات المطلوبة. 
عضو هيئة مكتب المجلس النيابي النائب مروان حماده ابدى إعتراضه على إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة بمبلغ 2700 مليار ليرة، قبل اتخاذ القرار بشأن إعلان الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وتشكيل مجلس الادارة.
أما النائب بلال عبد الله فقال: "مرة جديدة سيضعونك أمام خيارين، إما العتمة، أو استدانة مبلغ 2700 مليار لسد عجز الفيول. يأتي وزير ويذهب وزير، والعداد يبقى شغالا، وحجم الدين يزداد. ننتظر خطة وقرارات الوزارة الجديدة، وإن كنا غير متفائلين".
بات ملحا معالجة ملف الكهرباء ووقف مزاريب الهدر، فالاقتراحات موجودة ومنها خطة الحزب التقدمي الاشتراكي، فمتى يقرن الجميع الاقوال بالافعال ويبدأوا مشوار مكافحة الفساد والهدر بخطوات جدية وملموسة لا بدّ ان تبدأ من هذا الملف تحديدا؟