Advertise here

"حبيبي اللّدود"… ما إن نتنفّس حتى نختنق!

15 تشرين الثاني 2018 11:55:00 - آخر تحديث: 19 تشرين الثاني 2018 12:09:00

منذ أسبوعين تقريبًا، طالعتنا “أل بي سي” بقرار استغربه المشاهدون، من جملة القرارات الغريبة التي تتخذها الشاشات. لا يتعلق الأمر بتحويل الشاشة إلى محطة مشفّرة ومدفوعة، ولا بحجب مباريات كرة السلة عن المشاهدين لصالح تطبيق بالشراكة مع شركة “ألف”، بل بقرار تقليص عرض حلقات مسلسل “ثورة الفلاحين” إلى ثلاثة أيام (من الأحد حتى الثلثاء)، والاستعاضة عنه أيام الأربعاء والخميس والجمعة بمسلسل “حبيبي اللدود”.

للوهلة الأولى، يمكن للمشاهد أن يتخيّل حجم “الكليشيهات” المرتبطة بالعلاقات وقصص الحبّ التي لا تنتهي في الدراما اللبنانية وحتى في عناوين المسلسلات، ولكن بعد مرور الحلقات الأولى، يعي المشاهد أنه ضحيّة “كليشيهات” من نوع آخر ما كانت متوقّعة من الكاتبة المجيدة منى طايع. كليشيهات وطنية تحاول قدر المستطاع تجسيد الواقع من خلال ملامسته لا التماهي معه. رواية بطلها يورغو شلهوب ووجوه جديدة، تعكس واقع الانقسام الحزبي السياسي في قرية، وتحاول الذهاب بالحبكة إلى أبعد مما قد يحتمله الواقع: ناشطٌ محاربٌ في حزبٍ يقع في حبّ ابنة زعيم سياسي في الحزب المضاد، وهنا يبدأ اللغو ولعبة الشكّ والحبّ المستحيل، حدّ أن الممثلة الشابة تكرر في كل حلقة على مسامعنا مراتٍ ومراتٍ تشكيكها في حبّ البطل لها (يورغو شلهوب)، وإيثاره زعيم حزبه عليها.

كثيرٌ من الممجوجات في مسلسل يجده معظم المشاهدين غير موفّق لا من الناحية الحوارية ولا التمثيلية (رغم محاولة يورغو شلهوب رفع الأداء) ولا الإخراجية. عملٌ غير متكامل يعوزه شيءٌ ما لا بل يعوزه الكثير من العناصر ليدفعنا إلى القول إن الدراما اللبنانية بألف خير وإن “ثورة الفلاحين” رفع سقف التحدّي. فبين الإنتاجين هوّة صريحة ليس فقط من حيث الضخامة بل من حيث النصّ والإخراج والصورة والواقعية بعيدًا من كليشيهات الزمن الحديث التي وإن تعكس واقعًا مَعيشًا، تبقى في إطارها الدرامي مختزلة في جملة مشاهد تؤطّرها المبالغة ويغلّفها البهت.