كادت الحكومة أن تنفجر من الداخل، ولم يكن هناك أي حاجة لقوى سياسية معارضة غير مشاركة في التركيبة الحكومية. منذ يوم السبت الفائت إلى ما قبل جلسة الأمس، استمرت المساعي من قبل حزب الله للجم أي انفجار متوقع قد يعصف بالحكومة، ويؤدي إلى إسقاطها. موضوع الخلاف مجدداً ملف الكهرباء، وتحديداً إنشاء معمل في سلعاتا في البترون. سقوط إقتراح بناء معمل في سلعاتا في جلسة الخميس الفائت لم يمر بالنسبة إلى التيار الوطني الحرّ ورئيس الجمهورية. السبب جاء على لسان وزير الطاقة ريمون غجر الذي اعتبر أنه لا يمكن لمعمل واحد أو معملين توفير الكهرباء لأربع وعشرين ساعة على أربع وعشرين.
مضمون هذا الكلام، عارضه الكثير من الوزراء الذي اعتبروا أن الشركات الدولية المتقدمة لإنتاج الكهرباء قدمت في مشاريعها عروضاً تلحظ إنتاج ما يكفي من الطاقة الكهربائية للبنان من معمل واحد، ويمكن تقسيمها إلى معملين طالما أن معملي الزهراني ودير عمار جاهزين وبحاجة إلى تصليح وترميم وتحسين. لكن رئيس الجمهورية أراد استخدام صلاحياته الدستورية بإعادة طرح خطة الكهرباء على التصويت. أرسل رسالة إلى رئيس الحكومة بأنه يجب العدول عن قرار إسقاط إنشاء معمل في سلعاتا والتصويت بشكل معاكس مجدداً، رفض رئيس الحكومة ذلك بناء على ضغوط دولية، خصوصاً أن كل الرسائل الدولية أشارت إلى أنه ما لم ينجز لبنان خطة شفافة للكهرباء فلا يمكن أن يثبت الإصلاح ولن يحصل على مساعدات.
وصل الخلاف إلى حد التهديد بإسقاط الحكومة أو دفع رئيسها إلى الإستقالة، لكن حزب الله تدخل بقوته للجم الخلاف وعدم إثارة الموضوع حالياً، بانتظار تفاهمات جديدة، في المقابل يرفع التيار الوطني الحرّ معادلة أكدها وزير الطاقة مجدداً بأن خطة المعامل لن تمر بدون إقرار معمل سلعاتا.
