بدأ عشرات ملايين الفرنسيين والإسبان الاثنين استعادة قسم من حرية الحركة لكن المخاوف من موجة ثانية لا تزال قائمة في وقت سُجلت فيه إصابات بفيروس كورونا المستجد في كوريا الجنوبية ووهان.
مع فرض وضع الكمامات في وسائل النقل العام والالتزام باجراءات التباعد الاجتماعي، تتواصل الدعوات لتشجيع العمل عن بعد حيث تسعى الحكومات الى تأمين عودة هادئة للحياة الطبيعية بعد شهرين من توقف النشاط الاقتصادي.
الأمل والفرح باستعادة شيء من الحياة الطبيعية حاضران بقوة في هذين البلدين اللذين كانا بين الأكثر تضررا بالوباء الذي تسبب بأكثر من 282 ألف وفاة في العالم.
وفي كل الانحاء يبقى التيقظ قائما لأن منظمة الصحة العالمية تتخوف من موجة ثانية للوباء الذي أدى الى عزل أكثر من نصف البشرية وأغرق الاقتصاد العالمي في ركود قياسي.
كوريا الجنوبية
في كوريا الجنوبية حيث تم احتواء الوباء، أمرت العاصمة سيول بإغلاق الحانات والملاهي الليلية بعد تسجيل حالات إصابة جديدة بكوفيد-19. ورغم هذه الاجراءات التي اعتمدت اعتبارا من نهاية الأسبوع، أحصيت 35 حالة جديدة الاثنين.
الصين
أما في ووهان، البؤرة الأولى للوباء، أعلنت السلطات عن حالة جديدة الاحد وخمس حالات الإثنين بعد أكثر من شهر على التوقف إثر فرض اجراءات عزل مشددة جدا.
وأعاد ديزني لاند في شنغهاي فتح أبوابه الإثنين. وقالت زائرة عند مدخله برفقة ابنتها البالغة من العمر خمسة أعوام "رغم أن الكثير من أماكن الترفيه تبقى مغلقة، نحن متشوقون" للدخول مضيفة "لقد أمضينا شهرين في العزل، كان مللا قاتلا".
المانيا
في ألمانيا التي غالبا ما يشار اليها كنموذج بسبب فاعليتها في إدارة الأزمة، تم تجاوز العتبة الرمزية لخمسين إصابة جديدة لكل مئة ألف نسمة في ثلاث مقاطعات.
وأشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين عبر التلفزيون إلى أنه "في هذه المرحلة الجديدة للوباء العالمي من المهمّ جداً أن يحترم الناس القواعد".
بريطانيا
في هذا الإطار، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي شفي من وباء كوفيد-19، الأحد تمديد العزل في بلاده حتى 1 حزيران/يونيو على الأقل. وبريطانيا ثاني دولة أكثر تضررا بالوباء في العالم مع حوالى 32 ألف وفاة.
وتريد بريطانيا فرض فترة حجر صحي إلزامي على الوافدين جوا.
كما يُفترض أن يفصل جونسون خارطة الطريق أمام النواب بعد ظهر الاثنين.
فرنسا
في فرنسا، حيث تُوفي أكثر من 26 ألف شخص جراء الوباء، دعا أيضاً المسؤولون إلى الانضباط.
بدوره، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة "بفضلكم، الفيروس تراجع. لكنه لا يزال هنا. أنقذوا الأرواح، كونوا حذرين".
لكن قراره إعادة فتح المدارس يثير قلقا وانتقادات، زاد منها ظهور ثلاث بؤر إصابة جديدة في مناطق كانت حتى الآن تعتبر بين الأكثر أمانا.
وفي السياق، أعادت المدارس فتح أبوابها الاثنين في النروج وسويسرا وكذلك في هولندا. وتقول مانون وهي أمّ لثلاثة أطفال في لاهاي إن "الأطفال كانوا يرغبون كثيراً بالعودة إلى المدرسة"، كانوا يقفزون عند رؤية رفاقهم".
اسبانيا
في إسبانيا وبهدف الحد من مخاطر تفشي الفيروس، سيجري رفع العزل عن جزء من البلاد فقط. وتبقى معظم المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة، خاضعة لقيود صارمة في هذا البلد الذي سجّل أيضاً أكثر من 26 ألف وفاة.
الولايات المتحدة الأميركية
في الولايات المتحدة، الدولة التي تسجل أعلى عدد وفيات بلغ 80 ألفا، دافع المستشارون الاقتصاديون للرئيس دونالد ترامب الأحد عن إمكانية إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد في الولايات المتحدة بشكل آمن مع أن الوباء لا يزال يتمدد ومع تسجيل إصابات حتى في البيت الأبيض.
في الأيام الأخيرة، سجلت إصابة موظفين في الجناح الغربي للبيت الأبيض حيث يقع مكتب الرئيس البيضاوي، أحدهما عسكري يعمل بخدمة الرئيس، والأخر متحدثة باسم نائب الرئيس مايك بنس.
في الأثناء، نفى البيت الأبيض الأحد أن يكون مايك بنس في الحجر.
روسيا
في روسيا حيث تسجل أكثر من عشرة آلاف حالة إصابة يوميا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين إنهاء العطلة المدفوعة الأجر التي فُرضت في إطار العزل.
وفي هذا البلد، يثير استدعاء طلاب الطب استياء. وقالت سفيتلانا الطالبة في السنة السادسة في موسكو "كل من لا يحضر، لن يحصل على شهادته ويواجه مخاطر الاقصاء".
الهند
وبدأت الهند عملية رفع العزل لكنها لا تزال تحظر التنقل بين الولايات كما الرحلات الجوية الدولية والمحلية.
وأحصت حتى الأحد 63 ألف إصابة وأكثر من 2100 وفاة. ويرى خبراء أن الوباء سيتسارع في هذا البلد ليبلغ في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو ذروته.
مع ذلك خفضت السلطات القيود على النقل. ويفترض أن يستأنف العمل بشبكة السكك الحديد في الهند، وهي من بين الأكبر في العالم، تدريجاً اعتباراً من الثلاثاء.
السعودية
ومقابل انهيار أسعار النفط جراء الأزمة، قرّرت السعودية رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة وإيقاف بدل غلاء المعيشة وذلك في إطار تدابير تقشفية جديدة.
وأعلنت السعودية أيضاً أنها تنوي خفض انتاجها اليومي من النفط بمليون برميل اضافي ابتداء من حزيران/يونيو، وذلك في محاولة لمساعدة السوق على استعادة توازنها ورفع الأسعار في ظل تراجع الطلب بفعل فيروس كورونا المستجد.