Advertise here

موطني

11 أيار 2020 18:17:00 - آخر تحديث: 12 أيار 2020 16:06:19

حال الأمة العربية حال موطني المقسوم، جراحٌ تنزفُ، ودماءٌ تفور. مقسمةٌ مشرذمةٌ، نصفها مهجور، ونصفها مشرّد، وفي الآخر سنبقى وطناً بلا شعب. حالُ الأمة العربية أبنيةٌ فارغةٌ دون سكن. حال الأمة العربية أطفالٌ في الشوارع دون مأوى. حال الأمة العربية شهداءٌ وكفن. أبكيتم أمّتنا العربية وقسّمتم حدود الدول في لعبةٍ سياسية. ماذا بعدُ يا موطني؟ ماذا بعد؟

يا عالم اتّحدوا. العروبة ليست بالدماء. العروبة ليست في تدمير المقدّسات. العروبة هي الإنسان المناضل لتحرير الأرض، وليس الغدر بأخيه. فعذراً أيها العرب، أصبحنا شعباً بلا وطن، والقادم أعظم، لأنه سيصبح وطناً بلا شعب. وهذا من خمولكم، وعدم المطالبة بحقّكم. وحقوقكم عربٌ في المنفى،  وبلاد الوطن تُغتَصب من أصحابها، وفلسطين قابعةٌ في طريق العراك. شعبها الحر يصارع الاحتلال للدفاع عن قضيّته. هذه قضية كل العرب. قضيّة إرجاع فلسطين واجبٌ عربي مقدّس. كوفية فلسطين راسخةٌ، وباقية. كوفية الأحرار ستبقى مهما طال الزمن، فلا بدّ للّيل أن ينجلي، ولا بدّ من الوصول إلى الحرية. إن النضال تاريخٌ ووفاءٌ، ومسيرتنا مستمرة. 

عربٌ في المنفى، وبلاد الوطن تُضطهد من أصحابها. عربٌ بالمنفى، وتركوا العروبة والإنسانية تموت على الأرصفة في وطنٍ شرّدوا فيه الحقوق والمطالب. في وطنٍ أجهضوا فيه الأحلام والطموحات. في وطنٍ يعيش السارق فيه على حساب الآدمي.بعضكم بإمرة حاكم، وبعضكم ولاؤه للخارج. فلماذا تدّعون العروبة المزيّفة والمطالبة بحقوقكم الوطنية. 

موطني أصبحنا مقسمين ، لأن بلدان العربية خوّانها في أرضها، متربّصون. فسلامٌ على وطنٍ، وشعبٍ، وأرضٍ، ولنقرأ الفاتحة على مذبح العروبة قبل أن يسقط العلم من الأعلى ليُرفع مكانه علم الاستغلال والاستبداد. 

سلامٌ عليكَ يا وطني من أرضٍ خيرُها للخارج، ومن مغتصبيه من الداخل، إذ جعلوا هويّتي رهينة الخارج، وعلَم لبنان ليس سوى على أوراقكَ الثبوتية.

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".