لفتت منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة الى "تأكيد وجود كوفيد-19 في اليمن في 10 نيسان. وبعد ما يقارب الشهر من ذلك، تم الإعلان عن أول حالة إصابة بالمرض في صنعاء لمهاجر صومالي. ويوصم المهاجرون في اليمن بأنهم "ناقلو أمراض". وتسبب حملات كراهية الأجانب وجعلهم كباش فداء إلى الانتقام من هذه المجتمعات المرضة للخطر بما في ذلك الإساءة الجسدية واللفظية والحجر القسري ورفض الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية وفرض قيود على الحركة والنقل القسري إلى الخطوط الأمامية للصراع وإلى أماكن صحراوية وتركهم عالقين هناك من دون غذاء أو ماء أو أي خدمات أساسية".
وناشدت المنظمتان "السلطات الوطنية والشعب اليمني أن يستمروا في قبولهم الكريم والمعروف عبر السنوات للمجتمعات المعرضة للخطر ودعمها، بما فيها مجتمع المهاجرين".
ويقول المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر المتوسط الدكتور احمد المنظري: "الفيروس لا يحترم الحدود، ويستهدف الجميع، بغض النظر عن العرق أو الانتماءات السياسية أو المواقع الجغرافية. ولا يوجد أي دليل أطلاقا على أن مجموعة ما مسؤولة بشكل أكبر عن نقله أكثر من مجموعة أخرى. ولكن هناك مجموعات من الناس معرضة لخطر الإصابة بالفيروس بشكل أكبر بسبب اصابتها بحالات مرضية سابقة و/أو بسبب الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية "وخصوصا في سياق الطوارئ". ان واجبنا الجماعي أن نعطة هذه الجماعات الأولوية وأن نحميها. هذه جائحة عالمية والطريقة الوحيدة لمحاربتها هي أن نفعل ذلك سويا. ولذلك، لا أحد في أمان حتى يكون الجميع في أمان".
من جهتها، تقول مديرة مكتب المنظمة الدولية للهجرة الإقليمي لمنطقة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا كارميلا جودو: "يسافر المهاجرون عبر اليمن بنية الوصول إلى بلدان أخرى في الخليج العربي. وبالرغم من أن أعداد الواصلين إلى اليمن قد انخفضت نتيجة للجائحة من 11,101 مهاجر في شهر كانون الثاني إلى 1,725 مهاجر في شهر نيسان، إلا أن العديد من المهاجرين واللاجئين ما زالوا عالقين في اليمن لأنهم بدأوا تحركهم إلى اليمن قبل فرض قيود التنقل. ويواجه عدد متزايد من المهاجرين واللاجئين ظروف مكتظة وغير صحية في مراكز العبور والاحتجاز والحجر الصحي".
وتضيف: "لا يجب وصم المهاجرين أو ربطهم بخطورة نقل الأمراض. وفي الواقع، أن ظروف الطريق من أفريقيا إلى الخليج العربي بما في ذلك عوائق الوصول إلى الخدمات الصحية وأوضاع العمل والمعيشة المتردية والاستغلال هي ما يمثل أخطارا صحية كبيرة. يجب أن نتحد معا لمواجهة هذه الأخطار وأن نضع حدا للوصم هذا".
وضمنت منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة وشركاؤهما إدماج المهاجرين
في "الاستجابة للصحة العامة التي تقودها السلطات اليمنية بدعم من المجتمع الإنساني، وهذه خطوة مهمة في اتجاه محو التمييز الذي يجب تطبيقه في الواقع".
وللمساعدة في حماية المهاجرين والمجتمعات التي تستضيفهم من خطر الفيروس، زادت منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة وشركاؤهما الخدمات الصحية للشعب اليمني كاملا، وكذلك قامتا بزيادة المساعدات الأخرى لضمان وصول المستفيدين إلى مياه نظيفة وإلى المواد الأساسية الخاصة بالنظافة الشخصية. ودمجت حاجات المهاجرين ذات الأولوية في جميع أنشطة الاستجابة التي تستهدف سكان اليمن بشكل شامل.
مع ازدياد عدد الأشخاص المصابين بحالات مؤكدة من كوفيد-19 في اليمن، فان جميع الأشخاص في اليمن في حاجة إلى الدعم في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى من اجل محاربة أنتشار الفيروس وضمان أن أكثر المجتمعات عرضة للخطر بمن فيهم الأفراد النازحون داخليا والمهاجرون، لديهم وصول إلى خدمات الرعاية الصحية والمعلومات حول الإجراءات الوقائية.