Advertise here

وتبقى بكركي والمختارة

10 أيار 2020 20:48:56

في ذكرى رحيل غبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، لا بد من استذكار مصالحة الجبل ومعانيها الوطنية بامتياز، وطيّ صفحات الحرب الأليمة. فالمصالحة كانت على قاعدة المحبة، والسلام، والحق، وتهدف إلى تكريس العيش الواحد الذي استمرّ لقرونٍ من الزمن، وسيستمر. وما كانت الخلافات إلّا استثناءات، وغيوماً سوداء في هذه المسيرة الطويلة، والتي من خلالها وُجد لبنان.

ولا بد من استذكار المصالحة، وخاصةً في ظرفنا الراهن. وإذا ما تابعنا خطوات رئيس الحزب، لرأينا أن روح المصالحة والانفتاح، والمحبة، والإنسانية، هي السائدة والأساس لديه. وهو لم يكن يوماً ليتردّد في خطواته السلمية والانفتاحية، أو يتردد في إجراء أي حوار مع أي كان من أجل الحفاظ على العيش الواحد والسلم الأهلي، انطلاقاً من الجبل إلى بيروت، وإلى لبنان بكامله.  
 
 وما كانت خطوات الكبار، والرقي والتعالي على الخلافات، التي أقدَمَ عليها وليد جنبلاط، إلّا من أجل لبنان ومجتمعه بكافة مشاربه. ولم يكن لقاؤه رئيس الجمهورية من قبيل الصدفة، لأنه لم يكن يوماً من مانعٍ لدى رئيس الحزب في اللقاء. وأنا على بينةٍ ويقين من هذا، وذلك انطلاقاً من مبدأ اليد الممدودة إلى جميع الأطراف، واستعداده الدائم للتضحيات من أجل لبنان حر مستقل، بغض النظر عن بعض الاراء المعاكسة. 

وفي هذه المناسبة، نعيد تذكير من نسي أو تناسى، أنّنا ننتمي إلى مدرسة كمال جنبلاط، مدرسة "أدب الحياة". كمال جنبلاط في أخلاقنا، وتخاطبنا، ولن نسيء يوماً إلى هذه المدرسة. وننتمي إلى مدرسة وليد جنبلاط في قيَمنا ورقيّنا وأدائنا، ولن نسيء أيضاً لهذه المدرسة. ولنبقَ كما نشأنا، ولندافع عن مبادئنا، وقيَمنا الأخلاقية، فهي أساس الإنسانية. ولنستمر في نهجنا الحضاري، ولنبقَ على خطى كبارنا، رافضين أي خطابٍ فتنوي مشبوهٍ ورخيص من أينما أتى، ومن أية جهةٍ كان. ولنواجِه من سمحت لهم الديمقراطية والتكنولوجيا أن ينبشوا ويفتنوا في العلن. لنواجِه أصحاب النوايا السيّئة والأخلاق القذرة، وهم وجهان لعملةٍ واحدة، عملة الشرّ، والكراهية، والفتنة، والحقد، وذات الأصوات التي تهدف إلى الاستقطاب الرخيص التافه.

هذه الأصوات التحريضية تريد القتال وهي مختبئةٌ وراء دروع بشرية، وبدماء الآخرين، فهُم أجبن من أن يواجهوا، ولا شيء لديهم ليخسروه. أصلاً هم من المفلسين أخلاقياً، وعقلياً، واجتماعياً...

رفاقي، لنكن مسؤولين، ونثبت انتماءنا إلى مدرسة المعلّم الشهيد، ولنقول لهؤلاء السيّئين "الإناء ينضح بما فيه"، بل لنواجههم بالانفتاح، والتلاقي، والحوار مع الجميع...

هذا ما تقتضيه المصلحة الوطنية. هذا ما أراده الراحل الكبير البطرك صفير. هذا ما يريدهُ وليد جنبلاط. وهذا ما يمارسه تيمور جنبلاط.

وتبقى بكركي والمختارة من بقاء لبنان، وطن الحرية والاستقلال.


(*)عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي