Advertise here

وليد جنبلاط واختراق الخطر

06 أيار 2020 11:27:42

في خضم هذه الأيام العصيبة وتراكم الصعاب والمسؤوليات وتزاحم المواقف السياسية المتناقضة ومؤثراتها السلبية على الاقتصاد والاعمال. ووسط معاناة الشعب الرازح تحت حافة الفقر والحاجة وارتفاع منسوب الأيام العصيبة.

في ظل الحالة المادية المزرية وعدم قدرة المواطن على تحمل هذه الظروف المتشنجة، وهذا التناقض في المواقف من مجمل الملفات السياسية والإدارية الملحة، أطل وليد بيك من عمق مسؤوليته الوطنية ليكسر بقوة جموداً مؤذياً للتعايش الوطني بكل أبعاده، فقرر بلحظة سياسية اختراق الخطر وإعادة ربط ما انحل، فقبل الدعوة ومد جسراً جديداً مع العهد في خطوة ملؤها الحكمة والرزانة كعادة أهل بني معروف المحافظين على تدبير البيت اللبناني بأصالة معروفة حكيمة.

يعرف وليد بيك مع كل ظرف احتواء الأخطار واستنباط الموقف الصحيح بتمايز دون قيود وانفعالات جانبية ضارة. يعرف ابن المختارة، أن المروءة تنبع بأقصى مداها من قيم الشراكة بين اهل الوطن الواحد. 

من هنا، وحين يكون الوطن في خطر والشعب في محنة، وجب على الساسة أن يوجهوا البوصلة نحو أمان الطريق للخروج من هذا الظرف العصيب فيضعوا جانبا مصالحهم الخاصة، وليقدموا بحزم نحو معالجة عاقلة وحكيمة للمشاكل كافة.

يعرف وليد بيك ان المرحلة تتطلب هذا الوعي لأن الوقت عصيب والوضع قاس والناس ينتظرون بارقة فرج وهو أدرى باحتضان إنجازات المصالحة في الجبل مع الشريك المسيحي. 

من هنا لتكن بادرة وليد بيك بمد يد المحبة المتجددة مثال يحتذى لباقي مكونات هذا الوطن. 

آن الأوان لنبذ الأحقاد والخلافات بين السياسيين. 

آن الأوان لأن يفكروا جميعا ويتلاقوا وينظموا تناقضات مواقفهم الهادمة لمسيرة السلام وعمران وتعايش هذا الوطن وشعبه. 

وليتقوا الله لأن الله محبة. 

وليعلموا أن المركب إذا غرق، يغرق معه كلهم. والله يرى أبناءه ولا يفرق بين مؤمن وآخر. 

أيها السياسيون، زمن غضب الرب يحل على كل من لا يعرف الحق. فاستدركوا بقوة ايمانكم في ظل هذه الظروف العصيبة وهبوا بكل ما اؤتيتم  من المواهب والقدرات  والمدخرات الإنسانية واغتنموا هذا الزمن الرديء لتتكافلوا بوحدة الموقف من أجل إنقاذ النفوس. سارعوا في ترميم الوضع لأن الآتي مرير إن لم ترصوا صفوفكم بعيدا عن المنازلات والبهرجات والتصادم والانتفاعات وحب إيذاء الناس بعيشهم وطموحهم. 

من هنا، نسجل لبيك المختارة حرصه على مواطنيته. لتكن هذه الخطوة متواصلة ومتضامنة فوق كل مصلحة، وغاية إلا مصلحة الوطن بكل ما تعنيه الكلمة. إنه لغير مسموح أن تتزعزع مضامين وثاق متين أنجزه أهل الجبل في عمق مجتمع فريد الصيغة مبني على ركائز وجوهر حقيقة واحدة وحكمة واحدة رددها كمال جنبلاط في كتابه "وصيتي" أن شراكة العيش في الجبل مقدسة وهي نموذج شمولي لكل أهل الوطن. هذا النموذج ممهور بخاتم التسامح والقيم ووجدانية قبول الآخر شريكاً في وطن حدوده أكبر من أن تقاس وأوسع من أن يدرك. 

في سياق هذه المصالحة تراودني إنجازات واهداف عمل عليها لقاء ابناء الجبل في تدعيم ارساء المصالحة في قلب الجبل وقلب المجتمع اللبناني ونشر أسسها لدى الشباب في المعاهد والجامعات ودور التربية حفاظاً على ارثٍ يعتبر كوديعةٍ ميثاقية إنه كما يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني: "لبنان وطن الرسالة والتعايش والحب".

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".