Advertise here

دائماً التسوية جميلة

05 أيار 2020 13:04:00 - آخر تحديث: 05 أيار 2020 13:11:24

إذا كانت الحياة انتصاراً للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، حسب ما قاله كمال جنبلاط، فإن المقولة الثانية التي اعتمدها المعلّم في تاريخه السياسي هي (علّمتني الحقيقة أرى جمال التسوية). 

هاتان المقولتان المعتمدتان في الأداء السياسي لوليد جنبلاط نسترجعهما بعد اجتماعه مع الرئيس عون، واستجابته لفاعل الخير الذي تواصل معه ونسّق هذه الزيارة التي جاءت بعد أن وضع حلفاءه  المفترضين بأجواء هذه الزيارة. 

وليد جنبلاط في بعبدا ناقلاً موقفه، وهواجسه، وحرصه على بقاء الوطن  في هذه المرحلة المصيرية من تاريخه، معتمداً على المقولة الثانية للمعلّم أن، "الحقيقة علّمتني جمال التسوية".  

لبنان وطننا، والذي لا بديل عنه، يتعرّض لأخطر أزمة وجودية في المئوية الأولى لتأسيسه. ألا يكفي هذا ليتصرّف وليد جنبلاط، ويقبل مبادرة عون لأن الوطن أغلى من الجميع. 

وإذا عدنا لنستعرض نتائج الاجتماع، كما وردت من على منبر بعبدا على لسان جنبلاط، نستخلص ما يلي:

1-    لا أسعى لتشكيل حكومة جديدة في هذا الوقت الصعب بالنسبة للكورونا، أو الأزمة الاقتصادية.

2-    عندما كانت العلاقة مقبولة، سألوني عن التعيينات، وأنا لم أطلب شيئاً. عرضتُ بعض الأسماء، فعيّنوا آخرين. أنا لم أطلب شيئاً. هم رفضوا الأسماء التي رشّحتها بالنسبة للأسواق، أو لنائب الحاكم لأنها دون المستوى، فليعيّنوا من يشاؤون.

3-    الموضوع الإيجابي، أو التوجّه الإيجابي، هو أننا سنتوجّه إلى صندوق النقد الدولي آخذين بعين الاعتبار أن نفاوض بجدّية مع هذا الصندوق، وأن نخفّف من وطأة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية. 

4-    اقتصاد لبنان السابق انتهى، فالعالم كله بعد الكورونا سيتغيّر، فكيف بلبنان؟

5-     لا علاقة لي بأي أحلاف، لا ثنائية أو ثلاثية. هذه حساباتي الخاصّة المبنيّة على ضرورة تحسين العلاقة، وتنظيم الخلاف مع التيّار الوطني الحر، مع كل احترامي للرئيس سعد الحريري، أو الدكتور سمير جعجع، أو غيرهما". 

هذه النقاط الخمسة التي وردت على لسان جنبلاط على منبر قصر بعبدا، هي  كافية لأن يفهم القاصي والداني بأن الحرص على الوطن والشعب لا ينتهي في المختارة، بل يبدأ هناك حيث الحياة انتصارٌ للأقوياء [في نفوسهم] لا للضعفاء. 

وحيث أن الحقيقة علّمت سيّد القصر جمال التسوية، فوليد جنبلاط دائماً يردّد ويؤكّد بأنه، وفي أي خلاف، العودة أخيراً إلى الحوار. لماذا لا يكون الحوار أولاً، ونوفّر على الوطن المآسي والويلات التي كادت أن تسبّبها بعض الخطابات المتشنّجة، ونبش مآسي التاريخ المؤلمة، وإسكات بعض الإذاعات الطائفية التي كادت، لولا حكمة جنبلاط، أن تشعل الفتنة من جديد.

(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي