Advertise here

جنبلاط بلا استعراض... المطلوب انقاذ المركب الغارق

05 أيار 2020 12:23:00 - آخر تحديث: 05 أيار 2020 12:39:45

يثبت وليد جنبلاط أنه صاحب الحدث، وصانعه. لا يلجأ إلى مواقف استعراضية لكسب الضوء، فلا يثير الضوضاء. يعرف كيف يسير بين النقاط، في اللحظات الحرجة. يغتنم الصعاب للبناء على ما يمكن تكريسه من أجواء إيجابية بوجه العواصف. محترف بالتنقل بين الألغام بلا أن تحدث إنفجارات مدمّرة. خياره معروف دوماً، الدولة بمؤسساتها، وبما تحويه من تنوع يجب الحرص عليه، ومفروضة رعايته وعنايته بشكل دائم.

وإذا أراد المعارضة، يعرف كيف يعارض، ولحظة التسوية كيف يدخلها، بلا ابتذال وخارج المنطق التجاري، لذلك عندما أعلن معارضته لنهج الحكومة، أعلن موقفه علناً، وصوب النقاش إلى حيث يجب أن يكون في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد. منذ لحظات التوتير المتعمد كان حريصاً على التهدئة ويتواصل مع مختلف القوى، بموقف واحد لا لبس فيه، الوضع لا يحتمل أي فرصة للتفجير، ولا بد من التغاضي على التجاوزات والتعالي على الجراح، في سبيل تكريس الهدوء.

وعندما دنت لحظة الحقيقة من الجميع، كان وليد جنبلاط الحاضر الأول كالعادة للمصالحة وعقد لقاءات التهدئة، بحثاً عن حلول بدلاً من التلهي في الصراعات العقيمة. ما دفعه إلى زيارة بعبدا لم يكن يتعلق لا بالتعيينات ولا بأي مطالب من هذا القبيل، إنما وقف سياسة المناكفات والذهاب إلى إنقاذ المركب الغارق من خلال التواصل والحوار، مع الحفاظ على الثوابت والمبادئ، بدون أي ابتعاد عنها.

ما قاله جنبلاط في بعبدا واضح، ومعناه، ان الظروف في لبنان لا تحتمل انقسامات على أسس عمودية، ولا انقسامات مذهبية وطائفية، لأن لبنان كله مهدد، وهنا لا يعود البحث والنقاش حول الحكومات والعهود ومعارضتها وموالاتها مجدياً، إنما الأهم هو التفكير في كيفية حماية الصيغة وأسس النظام والدولة، بدلاً من إزهاقها كما أزهق الإقتصاد والمال من قبل. عند هذه المرتكزات، لا بد من الإقلاع عن الصغائر، وهذا ما يكون جنبلاط سباق إليه دوماً. البلد مهدد، وهنا مربط الفرس، وهذا ما يوجب التضافر بعيداً عن أي حسابات سياسية.