Advertise here

"بوليتيكو": كورونا مقدّمة لولادة نظام عالمي جديد

04 أيار 2020 16:00:00 - آخر تحديث: 08 أيار 2020 15:15:44

نشرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية مقالاً رأت فيه أنّ النظام العالمي انتهى، ولا بدّ أن يحضّر الزعماء في الولايات المتحدة الأميركية والعالم لبناء وتأسيس نظام جديد في مرحلة ما بعد "كورونا"، وأن يتجنبوا أخطاء الماضي.

ولفتت المجلّة إلى أنّ بناء روما لم يتمّ خلال يوم واحد فقط، كذلك فإنّ "باكس رومانا" أي "السلام الروماني"، وهي المرحلة التي شهدت فيها الإمبراطورية الرومانية التوسع والهدوء في القوة العسكرية الرومانية، لم تكن وليدة ساعتها، بل استمرّت قرونًا.

وتابعت المجلة أنّ العالم مضطرب بشكل كبير،  وقد أدّت جائحة "كورونا" إلى توقف النظام العالمي الذي شُكّل بعد عام 1945، وأغلقت الدول حدودها حتى داخل الإتحاد الأوروبي وفقدت منظمات كبيرة دورها الذي كان منتظرًا، وغاب التعاون الدولي كما يجب. ووفقًا للمجلة، فعند انهيار الثقة بالنظام القديم، سيعاني العالم من الفراغ، وبعد ذلك يتمّ إطلاق معايير ومعاهدات جديدة لتحديد كيفية تعامل الدول بين بعضها. ورأت المجلة أنّ نظامًا جديدًا سينشأ بعد تراجع تفشي "كورونا"، وعلى المسؤولين في الولايات المتحدة أن يضمنوا أن يكون النظام الجديد جاهزًا للتعامل مع تحديات الحقبة القادمة، وتحديدًا تغير المناخ والتهديدات السيبرانية وتحديات الصحة العامة والتبادل والتقدم التكنولوجي.

وذكّرت المجلة بالرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة توماس وودرو ويلسون، الذي شارك في مؤتمر باريس للسلام في كانون الثاني 1919، بعد شهرين من انتهاء الحرب، لكن حينها لم يتفق القادة على المبادئ الأساسية لنظام ما بعد الحرب، ما أدّى إلى وضع الدول الحليفة جداول أعمال متناقضة جعلها غير قادرة على إدارة مشاكل العالم المستقبلية. في المقابل، خطّط الرئيس فرانكلين روزفلت للتسوية بعد الحرب العالمية الثانية، وأصدرت واشنطن والمملكة المتحدة ميثاق الأطلسي، الذي وضّح وحدّد أهداف الحلفاء في فترة ما بعد الحرب، كما حدّدت اتفاقية "بريتون وودز"، الناشئة عن مؤتمر النقد الدولي الذي انعقد من 1 إلى 22 تموز 1944 في بريتون في نيوهامبشر بالولايات المتحدة، النظام الاقتصادي لمرحلة ما بعد الحرب. وبالفعل فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت مبادئ النظام الجديد راسخة وواضحة، الأمر الذي سمح للحلفاء أن يركزوا على التفاصيل وكيفية إدارة النظام العالمي واتخاذ القرارات.
 
وختمت المجلة بالإشارة إلى أنّ مرحلة ما بعد "كورونا" ستكون مقدّمة لولادة نظام جديد، ويجدر بقادة العالم الإتفاق على صياغة المبادئ المستقبلية.