Advertise here

عدّاد كورونا ارتفع في بعلبك... والهرمل عروس ثورة البقاع

04 May 2020 07:40:00 - Last updated: 15 September 2020 13:29:26

تسجيل إصابة سادسة في مخيم الجليل في بعلبك، أُخضعت للحجر الصحي في مدرسة الأونروا، إضافة إلى إصابة أربعة آخرين من عائلة المصابة الأولى منال شهابي، ما رتّب مزيداً من الوعي والخوف من انتشار العدوى، خصوصاً مع ترافق اكتشاف الحالة الجديدة من دون ظهور أي عوارض عليها، فيما الأسعار تواصل تحليقها من دون رادع، والثورة إلى غياب حتى أصبحت فيسبوكية بامتياز.

شكّل عيد العمال هذا العام فرصةً للثورة على الواقع الذي تغيب فيه أفق الحل يوماً بعد يوم، وانتفاضة لعمالٍ فقدوا أعمالهم وزادت معهم نسبة البطالة التي ترافقت مع حجر إلزامي، يزيد أعباءهم ومعاناتهم في البحث عن لقمة العيش. وكما في كل لبنان، وُجّهت الدعوات من الثوار للنزول إلى الشارع في هذا اليوم، إستكمالاً للمسيرة التي بدأت في السابع عشر من تشرين وتوقفت قسرياً خلال أزمة "كورونا"، لتعاود نشاطها مُجدّداً منذ أسبوعٍ وأكثر.

في البقاع، حيث يتفشّى الجوع، ويعيش الناس كل يوم بيومه، كانت الدعوات للنزول إلى الساحات والتعبير عن مطالب الناس المحقة، غير أن التحركات كانت مخيبةً للآمال في بعلبك التي أصبحت فيها الثورة فيسبوكية بامتياز، حيث تملأ صفحات الناشطين والمنتفضين على الواقع مطالب التغيير، أما على أرض الواقع فلا تحركات، وإذا ما حدثت في بعلبك وغيرها، فمن يتحرّك يعتبر نفسه بألف رجل ويدّعي تمثيل الكلّ، والكلّ لا يعترف إلا بنفسه وكيلاً ومتحدثاً بإسم الثورة جمعاء، فيما لا يُفرّق الجوع بينهم ولا رأس كبيراً يصمد أمامه، والبطالة تنتشر بينهم كالنار في الهشيم من دون أي اعتبارات طائفية أو خلفيات ثقافية تميز هذا عن ذاك.



في الأول من أيار، نظمت دعوة للتجمع في ساحة المطران، تحت شعار "تضامناً مع جميع العمال في كل لبنان" للتأكيد على أن نبض الثورة ما زال حيّاً، وللمطالبة بحقوق جميع العمال اللبنانيين التي اصبحت مهدورة في ظل هذا الغلاء المعيشي. لم يتجاوز عدد الحضور عشرة أشخاص، أغلبهم من النساء وكأن كل العمال قد حصلوا على حقوقهم، وكأن الجوع والغلاء المعيشي لم يصيبا أحداً، وأبناء المنطقة يتنعّمون بالخيرات والدولارات، في حين ان صرخاتهم من الواقع الذي وصلوا إليه وسياسات الحكومة الفاشلة، تملأ أصداء البقاع. أما في الهرمل وما تحمله من رمزية سياسية ودينية خلافاً لمدينة بعلبك وغيرها التي يختلط فيها السكان من مختلف الفئات السياسية والدينية، فقد أثبتت المدينة عن وطنية تضاف إلى وطنيتها التي قدمت فيها الدماء، ويميز أهلها المنتسبين بأغلبهم إلى "حزب الله" والمناصرين له، بين المطالب الحياتية المحقة والسياسة الحكومية وبين الإنتماء لحزب معين والولاء له، والذي لا يلغي بدوره التعبير عن الرأي. وفي الأول من أيار، كانت المدينة على الموعد حيث نزل العشرات إلى ساحة الشهداء في مسيرةٍ ليلية نحو ساحة السراي جابت شوارع الهرمل، رافعين الشعارات المطلبية ورفضاً لممارسات السلطة السياسية والمصرف المركزي بحق العمال.

وتقول الناشطة نور موسى من الحراك الشعبي في الهرمل لـ"نداء الوطن" إن "الهرمل وكما كل لبنان نزلت إلى الساحات منذ السابع عشر من تشرين وهي جزء من لبنان، وصرخة الناس في كل المناطق هي صرختنا ووجعنا ومتضررون من الفساد وأموالنا منهوبة وحقوقنا مسلوبة، لا تعليم ولا طبابة لنا، وما يحصل اليوم هو معركة وجود، ونزلنا إلى الشارع تحت شعار "كلن يعني كلن" من النواب والوزراء وكل رجل سياسي حتى يثبت العكس، وأهداف الهرمل لا تتجزأ عن أهداف باقي المناطق اللبنانية وإن كان لنا هموم ومشاكل خاصة ولكن تجمعنا مع الآخرين عناوين عريضة كالرعاية الإجتماعية ودولة العناية ودولة القانون وتغيير المنظومة الفاسدة كلها وسيطرة القانون".

ميدانياً، وفي متابعة لأزمة كورونا والإجراءات المتخذة، تواصل وزارة الصحة العامة إجراء الفحوصات المتنقلة بين المناطق، حيث حطت رحالها في مدينة الهرمل وبلدات القصر وحوش السيد علي وسهلات الماي، كذلك تواصل إجراء الفحوص في مخيم الجليل الذي ارتفع عدد المصابين فيه إلى ستة كان آخرها اصابة شابة عشرينية نقلت إلى مدرسة الأونروا التي اعتمدت كمقرّ للحجر الإلزامي. وفي هذا الإطار، أكد مصدر من المخيم لـ"نداء الوطن" أن القوى الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الصحة، لا تزال تتابع الإجراءات المفروضة وتلتزم بها، وهي وضعت ماكينة تعقيم على مدخل المخيم، وتهيب بالجميع الإلتزام بالحجر المنزلي الذي ترافق مع بداية شهر رمضان، مضيفاً بأن ارتفاع عدد المصابين رهن إتمام الفحوصات وصدور النتائج، ومؤكداً بأن المخيم لن يكون سبباً في انتشار الفيروس في بعلبك.