Advertise here

ثورة الشعوب مستمرة

02 أيار 2020 10:10:00 - آخر تحديث: 02 أيار 2020 18:09:13

الأوّل من أيّار في العام 1949، انطلق النضال السياسيّ والوطنيّ مع المعلّم كمال جنبلاط، ومع نخبةٍ من المؤسّسين، فكان للعمّال بيرقٌ. 

في هذا اليوم، يا كادحِي هذا الكون، نُطفىء الشمعة الواحدة والسبعين لنا، بالتزامن مع ذكرى تأسيس الحزب التّقدميّ الإشتراكيّ.

هذه الذكرى هي مناسبةٌ عزيزةٌ علينا تدفعنا إلى وجوب استئناف النضال السلميّ المشروع، كي نستعيد حقوقنا كعمّالٍ على هذه الأرض الطّيبة. فلا يجب أن نستريح قبل إقرار قانونٍ عادل للعمل، يعطينا الحقّ المنصف الذي يُستهلُّ بإسقاط هيمنة رأس المال على مصير العمّال، ويضمن حصولنا على بدلٍ غير مجتَزَئٍ لأتعابنا، وبالتأكيد على المساواة في الحقوق والواجبات بين الذكور والإناث.  

أضِف إلى ذلك أن إنتاجيّة الفرد هي الّتي يجب أن تُحدّد حصّة الراتب للعامل. فلم يعد مسموحاً على الإطلاق أن يطول عمر المحاصَصة المرتكزة على العلاقة النفعيّة بين رؤوس الأموال والطبقة الحاكمة الّتي تُشرّع القوانين، فتُقتطَعُ الحقوق بخفّةٍ ومهارةٍ. فبات العامل أعزلاً لا يقوى على الصمود.

وفي هذا السِياق نقول إنّ القوانين العصريّة، المُخبِّئة في بنودها سلطةً جائرةً، صادرت خيرات الشعوب وأرزاقها، وأعادت توزيع حصّة ضئيلة من قُوتِها، فقط لِلَجمِ حركة الثورة المستمرّة للشعوب، بُغية إحكام القبضة الحديديّة عليها وإسكاتها.

وببالغ الحزن والأسى نقول إنّ الرأسماليّة السياسيّة قد نجحت في خصخصة معظم القطاع العام، من خلال مصادرة مُقدّرات الوطن، مُحوّلةً إيّاها إلى أملاكٍ محظورةً على مَن دافع عنها بالدماء، وعلى مَن صانها! كما قامت بخطف المجالس العماليّة والنقابيّة عبر تقديم الوعود والإغراءات الماليّة تارةً، والتهديدات المبطّنة تارةً أخرى. فبات بعض الثوريّين حماةً للرأسماليّة، بعد أن كوفِئوا بمناصب في الحكم، وذلك تقديراً لجهودهم الخيّرة في تفتيت وحدة الصفّ النِقابيّ، وشرذمة قواه الوطنيّة.

بموازاة ذلك، وبالرّغم مِن ما جرى، ومِن ما تحيكه السلطة الجائرة اليوم تحت شعار المحاسبة العادلة والشفّافة، فإن الحلّ لن يمرّ إلّا بتحقيق الاستقلالية الاقتصاديّة للفرد الواحد. وبذلك تكون قد أُنجِزت المرحلة الأساسيّة الأولى من تحرّره، ويليها التفكير في تطوير ذاته من خلال التّفرغ للإبداع العملي والثقافي، وبالتالي ندفع بالمجتمع كي يرتقي. وبتعميم حالة هذا الفرد الناجح والمثال، نكون قد بنينا وطناً سليماً قائماً على أعمدة المساواة، والعدل والتقدميّة الإنسانيّة.

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".