Advertise here

ثلاثة شروط غير متوفرة للنهوض بلبنان... التوقعات سلبية

30 نيسان 2020 19:15:46

بعد المؤتمر الصحافي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي شرح فيه السياسة النقدية التي اتبعها المصرف في الفترة الماضية، موضحاً وجهة الإنفاق الذي كان دائما بناء على طلب الحكومات. ماذا يقول الرأي الاقتصادي وأي قراءة للمستقبل المالي والاقتصادي للبنان؟

الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة رأى في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن "المؤتمر الصحافي الذي عقده الحاكم فيه شرح تقني ويثبت بالأرقام أين هي الأموال، وما ذكره موجود في القوانين وخاصة من ناحية الإنفاق، فلا يمكن لمصرف لبنان أن ينفق أموالاً هي من مهام الموازنة، وقد ذكر الحاكم أن هناك عجزاً بقيمة 81 مليار على فترة خمس سنوات، من حق الشعب اللبناني إذا أن يعرف أين ذهبوا 81 مليار؟ وهذا من مهام ديوان المحاسبة أن يعطي تفسيرا أين ذهبت هذه الاموال، وإذا وجدت أي مخالفة هنا يأتي دور القضاء".

وحول كلام الحاكم عن عدم قدرته الضخ بالسوق "بنك نوت" خوفاً من خروجه من البلد، قال عجاقة: "كل دولار يخرج من السوق يسبب مشكلة، خاصة وأنه لا يوجد دولارات تدخل الى السوق اللبنانية، لذلك فإن ما قاله الحاكم صحيح".

وعن السياسة النقدية المتبعة منذ سنوات، وقول الحاكم بأنه قام بها لإعطاء فرصة للدولة لتقوم بالاصلاحات اللازمة، قال عجاقة: "لكي تستقيم الامور في لبنان يجب أن تتحقق ثلاثة أمور:

أولاً: التخفيف من حدة الاشتباك السياسي

ثانياً: خطة اقتصادية

ثالثاً: ضخ أموال من الخارج

للأسف هذه الشروط لم تتحقق، وبالتالي التوقعات سلبية، وما يزيد من حدة المشكلة أن الاشتباك السياس اليوم لا سقف له، ففي الماضي كانت الاطراف السياسية تضع سقفا لخلافتها عن طريق ربط نزاع، للأسف اليوم غير موجود هذا الربط، وبالتالي الخسارة واقعة على الاقتصاد".

علوش
في سياق متصل، رأى النائب السابق مصطفى علوش في حديث الى جريدة "الأنباء" أن "الهجومات التي شنّت بالاشهر الماضية على سياسات مصرف لبنان هي بحثاً عن "كبش فداء" للفشل بإيجاد سياسات مالية، وما حصل من قبل الحاكم أنه بالأمس أجاب بالأرقام والقوانين على كل التساؤلات التي طرحت بخصوص مسألة "الثقب الأسود" الذي تحدث عنه النائب جبران باسيل، فعملياً وعلى ما يبدو أن أركان الدولة تراجعوا جميعاً عن المواجهة مع حاكم المصرف".

وقال علوش: "منذ اليوم الاول لتدهور سعر صرف الليرة تقاطعت المعلومات عن خروج أموال من السوق اللبناني، حيث أن مليارات الدولارات جرى تهريبها من لبنان باتجاه سوريا، وبالامس جرى الحديث عن تهريب مليونين ليتر مازوت الى سوريا، وعلى الدولة أن ترد على هذا الأمر، ونحن نعلم على مدى سنوات طويلة ان "حزب الله" يعتبر أن لبنان ساحة من ساحات الحرب بالمنطقة، وربما يعتبر أن المشاركة والتشارك بين ساحاته ومواقعه ضروري".

واعتبر علوش أنه "منذ 17 تشرين الامور ذاهبة في البلد نحو الانهيار الكامل، لأن المطلوب من الدولة أن تقوم به غير ممكن، فالمطلوب خيار سياسي وهو المتعلق بسحب لبنان من موقعه كرأس حربة بالمنطقة وهو متورط بصراعات المنطقة وأعني بذلك "حزب الله"، كذلك المطلوب إصلاح علاقات لبنان الدولية وبالأخص علاقة لبنان مع دول الخليج، على الأقل أن نكون بوضع حياد مقبول وطلب المساعدة بشكل واضح".

ورأى علوش ان "القدرة الشرائية للمواطنين سوف تتدهور بشكل كبير، لعدم امكانية تثبيت سعر الصرف واستقرار التعامل بالدولار، وهذا سيؤدي الى مزيد من الاضطرابات، خاصة وأن الدولة غير قادرة على التعويض عن هذا النقص برفع الرواتب بالمدى المنظور". واعتبر أن "باسيل يسعى لإزاحة الحاكم من طريقه خوفاً من أن يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية بالمرحلة القادمة".