Advertise here

أنا لبنان..

30 نيسان 2020 08:25:00 - آخر تحديث: 30 نيسان 2020 12:25:05

أنا لُبنان  

أريدُ أهل الخليج أن يعودوا سُيّاحاً إلى كَنفي.

أريد أن تعود سوريا "شقيقتي"، وتهتم بشؤونها فقط دون أن تسيطر على  قراري. 

أريد منتجات أوروبا، وسلع الصين، وتكنولوجيا الولايات المتحدة. 

لا أريد أن أقاتل في صفّ أحد من أجل أحد. أريدُ فقط أن أحمي أبنائي، وأريد من جميع أبنائي أن يحموني من أي غاصبٍ يريدُ أن يأخذني منهُم. 

لا أملك بترولاً، ولا صحراء، لذا لا يهمّني الصراع الدائر بين الدول من حولي.

لا أملك اليورانيوم، ولا أستحوذ على سلاحٍ عاليَ الدقة، ومنظومات دفاعية متطورة، لذا لا شأن لي في حربٍ إقليمية كبرى بين الدول، ولا أريد أن يضيع مستقبل شعبي وهو قلقٌ بسبب قراراتٍ دولية.

أريد أن يعود كل من زارني لاجئاً باحثاً عن أمان وهارباً من الموت إلى بلده، وليس فقط السوريون. وهذا حقّهم الطبيعي، فكل وطنٍ يشتاقُ إلى أولادِه.  

أولادي 18 طائفة، وأحزابٌ متنوعة، لذا أدعم جميع الحريات من دون أن تقوم حرية على حساب أخرى في الممارسة... أنا علماني المنشأ، وهذا أساس تكويني وتنوّعي.

يحدّني من الجنوب شقيقٌ مجروح تقطّعت أوصالُه بعدما أصيب بمرض الاحتلال... فلا تدَعوا العدوى تصيبني!
في أوصالي ارتبطت حياتكم، إن تمزّقَت تمزقتُم جميعاً.

ناضلوا لأجلي، ولأجلي فقط. أنا الأب الحقيقي، والكل مُزيّفون. 

أنا لبنان، ذكرى جميلة، وواقعٌ مُرّ. أنا يوسف، وأشقّائي العرب... 

أنا وطنٌ كلّ من أعطاني أخذ مني ما هو أكثر! 

أنا أبٌ وأبنائي تشرذموا بينَ غوايا، وعمالة، ووطنية، وقيامة اللّه أكبر. 

 

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".