Advertise here

نحن حزب الحقيقة والاصلاح

28 نيسان 2020 12:48:00 - آخر تحديث: 28 نيسان 2020 12:54:02

نبدأ نهارنا مع الأرز الذي يحاكي بعضه عن بطولات. يشكر وينحني خشوعاً لمن حماه، ومدّ بجذوره. نخرج من عالم الطبيعة، وندخل عالم السياسة.

وكما دخلنا محمية أرز الشوف من بابها المحصّن، ندخل السياسة من باب الإصلاح بمؤتمرٍ عنوانه "نحن حزب الحقيقة والإصلاح". بدأ المؤتمر بالأمس بأهم عنوانين للهدر، وهما التهرّب الجمركي، وملف الكهرباء، اللّذين يشكّلان أكثر من نصف دَين الدولة. فجاءت مطالبنا بضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية من أجل الحد من هذا التهرّب. كما طالبنا بالشفافية الكاملة في التعاطي بملف الكهرباء، والانتهاء من مهزلة صفقات البواخر. فلطالما سألنا عن الضريبة على الأملاك البحرية، وتقدمنا باقتراح قانون يرمي إلى إنشاء صندوق سيادي مستقل للنفط، كما وضعنا بيد مجلس الوزراء خطة اقتصادية متكاملة تشمل حماية المنتجات الصناعية والزراعية، وخطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي. 

ولتحقيق النقاط آنفة الذكر، لا بدّ من تطبيق قانون استقلالية القضاء، ورفع يد السياسيين عن التشكيلات القضائية لبدء المحاسبة الحقيقية، والتخلّص من الدولة البوليسية. فالرد علينا لم يكن يوماً لا بالسياسة ولا بالإصلاح، بل كانوا يعمدون إلى الخطاب الفتنوي من أجل شيطنة مسار الإصلاح، والتمسّك بالسلطة من أجل الاستمرار بتمرير صفقاتهم. 

هم، باختصار، الفاشلون منذ نعومة أظفارهم السياسية. نسوا عندما كنّا جيشاً تحريرياً عربياً مقاوماً، وكانوا ميليشيا سلطوية غب الطلب. يتوهمون اليوم بإلغاء الحزب التقدمي الاشتراكي، حتماً، لأننا نواجههم ببرنامجنا الإصلاحي من أجل الوصول إلى وطنٍ حر وشعبٍ سعيد. نحدّثهم بلغة العقل ولسان الصدق. نخاصمهم بفكرنا المتحرّر، وعلمنا النيّر متسلحين بثقافتنا الموروثة من معلّمنا، وفكر حزبنا، ليأتينا الرد بألسنتهم المسعورة، وحناجرهم المرهونة، وأقلامهم المأجورة. فهم طينةٌ مجبولةٌ بالفكر الإلغائي، والعقلية الانتقامية. فمشروعهم لا يتعدى صفقة من هنا، وباخرة من هناك. وأقصى نضالاتهم تعيين مدير عام، وإلغاء مراسيم توظيف الكفوئين الجديرين، متحجّجين بمناصفة مذهبيةٍ وهميةٍ، وضاربين بعرض الحائط مبدأ الكفاءة بالتوظيف. فعجباً يعلنون بذلك نصرهم السياسي. 

لم ندّع يوماً المثالية، ولن نتنصّل من المسؤولية، فحزبنا بشخص رئيسه طالبَ مراراً وتكراراً بالعدالة ومحاسبة المسؤولين، كل المسؤولين، عن الفساد. فبالقضاء العادل حيث لا استنسابية بتطبيق القوانين تبدأ مكافحة الفساد. لذلك مددنا أيدينا للجميع، وطالبنا بالحوار الجدّي البنّاء من أجل النهوض بالدولة الحلم. لكنّهم قطعوا أيديهم لعدم مصافحتنا، وسدّوا كل طرقات الحوار الجدّي، والعمل الجبار من أجل إعادة لبناننا الذي نريد.

 لم يعد اللبناني "المتفائل" يتسلّح بالصبر، فقد نفدت ذخيرته بعدما قتل الجوع والعوز كل آماله، وباتت الدولة اليوم، وأكثر من أي وقتٍ مضى، مطالبةً بكشف حقيقة الأموال المنهوبة، ومعرفة مصير عملتها الوطنية، والمسؤولين عن انهيارها. فبعد أزمة كورونا، والتخبّط الحاصل في الدول الرأسمالية تبيّن بأن الأنظمة الاشتراكية هي القادرة على بناء دولة تحصّن وتحمي أبناءها، وعلى التصدّي لكل الأزمات التي تهدّد عيش المواطن. لذا أملنا الباقي في لبنان هو ببرنامج الحركة الوطنية الإصلاحي، وبفكرٍ تقدمي اشتراكي. 

في النهاية، نحن، كما الرئيس وليد جنبلاط، لا نملك إلّا كلمة الحق، والساكت عنها شيطانٌ أخرس. فلم نعتد أن نكون شياطيناً، بل ملائكةً تحرس لبنان على الدوام.

طيف معلّمنا يجمع أفكارنا، وفكره يشدّ عزيمتنا نحو الدولة الحلم.

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".