تحت وطأة وهول ما حصلَ في الجريمة النكراء في بعقلين، وفي ما تسرّب من تحليلاتٍ وتأويلات حولها، نعود إلى رسالة الخالق للعقول والوجدان.
ومن آيات الله (عز وجل)، {أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ?}.
لذلك،
أنصِفوا بعضكم بعضاً، فمن اختار شريكَ حياته عليه أن يعلم أنه اختار نصفه الآخر يمينه ويساره. عليه أن يعلم أنه وحّد الأساسين. عليه أن يدرك أنه ترك والده ووالدته ليجعل لنفسه عائلة، ويعيش حياةً مليئةً بالأمان، والسعادة، والطمأنينة.
وعليه أن يعي أن الشريك هو الرفيق، والصديق، والأخ، والأخت، والمأوى، والملجأ. عليه أن يؤمن بأن الله جعل له بيت نورٍ تحت ظلال عائلته، ليكون مع هذا الشريك على الحلوة والمرّة، وأن يكونا يداً واحدةً، وإرادةً واحدة، وروحاً واحدة في تخطي الصعاب، وتجاوز مشقّات الحياة.
أنصِفوا أطفالكم من عواقب الحياة المريرة. أنتم سبب وجودهم، ومن حقّهم عليكم أن يحظوا بحياة أقل ما يمكن أن تكون كريمةً تحت جناحيكم.
أنصِفوا عقولكم، وضعوا حداً لكل غرائزكم المميتة. ضعوا الثقة كالفولاذ في عقولكم، والمحبة كالألماس في وجدانكم. اصنعوا من كل شيء، وفي كل حين، سعادة وانقلوها إلى مَن حولكم.
رسالةٌ من الخالق لتعزيز الإيمان. لنكن أقوياء نتحدّى الصعاب. لنكن مصدر أمانٍ لِمَن حولنا. لنكن القدوة والمثال لمن أنجبناهم إلى هذه الحياة الصعبة.
هناك مشاكل اجتماعية واقتصادية، ولكن هناك أيضاً إرادةٌ، وقدرةٌ على الصمود تقوى بمشاركة مَن جعلناهم شركاء لنا في السّراء والضراء.
أغلِقوا عقولكم بوجه الأفكار السيّئة، واملأوا نواقصَ قلوبكم بالإيمان، والرحمة، والمودة، تحظوا بالسعادة والحياة الكريمة.
*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".