Advertise here

الكورونا ماذا فعلت؟!

23 نيسان 2020 14:58:00 - آخر تحديث: 25 نيسان 2020 17:17:47

"حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
(الآية 23 من سورة يونس)

نعم لا تلعنوا كورونا!!..
ألم يقولوا يتجدّد الإيمان باللّه
كل مائة عام، أو إيقاظ الضمير...
1520 / مرض الجدري
1620/ مرض غامض
1720/ الطاعون 
1820/ كوليرا
1920/ انفلونزا الإسبانية
2020/ كورونا

لا تلعنوا كورونا، لأنّ البشرية بعده لن تكون كما كانت قبله، ولا العالم بأشمله.
فقد أعاد هذا الوباء الفتّاك البشرية كلها إلى خالقها، وأخلاقها، وإنسانيتها.
- يكفيه أنه حدّ من مظاهر الشرك باللّه، وبدَع الاستعانة بخَلقه، وضلالات التبرّك بمخلوقاته من دونه سبحانه، وصار الكل يجأر بالدعاء إليه متذلِلاً له وحده من دون شريك بين يديه.

- يكفيه أنه أعاد البشرية إلى عبادة الله، بدلاً من عبادة التكنولوجيا التي صارت لمعظم البشرية رباً من دون رب الأرباب.
- يكفيه أنه أبلغ الإنسان عندما يطهّر نفسه أن يطهّر المكان، وفي كل مكان يصّلي.
- يكفيه أنه ذكّر الإنسان بوجوب أن تكون نفسه مطمئنة، وأنه من التراب وإلى التراب يعود.
- يكفيه أن يذكّر الإنسان أن العيد هو في راحة البال، والصحة، والعافية، لا بالبورجوازية والضوضاء.
- يكفيه أن يذكّر الإنسان أن الصيام والصلاة هما غذاء للجسد والروح.

- يكفيه فخراً أنه خفض نسبة الفوائد الربوية.
-يكفيه أنه علّم، لا بل ذكّر البشرية كيف تتصرف باللياقة، وكيف تدخل البيوت وحرماتها.
- يكفيه أنه دفع وزارات ومديريات لتلبية حاجيات المواطنين، ووضعها بالأولوية، وليس بأدراج الدراسات، وتأجيلها من تاريخ لتاريخ.
- يكفيه أنه خفّف التلوث بالنسبة التي كانت تغمر نصف الكرة الأرضية.
- يكفيه أنه حول ثُلث الإنفاق العسكري حول العالم إلى المجالات الصحيّة بدلاً من العسكرية.
- يكفيه فخراً أنه أذّل بعض المتجبرين، وأظهرهم بمظهر المتسوّل الضعيف.

- يكفيه أنه أيقظ البصيرة عند بعض الناس، وهو لا يبصر، ولا تراه الأبصار.

- يكفيه أنه في وقتٍ قصير أكّد بأن الإنسان وجشعه هما من أسباب ما تعانيه البشرية.
- يكفيه أنه أذاق بعض المتعالين على إخوانهم بالإنسانية ذكرَ أننا كلنا عباد الله، وعرّفهم معنى الحَجر، والحجز، وتقييد الحرية.
- يكفيه أنه أرغم كبار المسؤولين في دولهم على إعادة النظر بأحوال السجون، وأوضاع السجناء والمعتقلين، وتعفيرها، وتعقيمها.
- يكفيه فخراً أنه فتح ملفات السجناء الأبرياء، وأطلق سراحهم بضماناتٍ، أو بدونها.
- يكفيه أنه أوقف الحرب في سوريا والعراق واليمن. 

ويكفيه أكثر ما قالوه:

 من الأفضل في بلادنا أن يضعوا الكمّامات على أفواه البنادق، فقد قتلت في بلادنا أضعاف ما قتله فيروس كورونا في أنحاء العالم.
والحجر الصحي على الدبابات، والمدافع التى دمّرت بيوت المدنيين.

أما التدابير الاحترازية الصحية والإنسانية فتتمثّل في تعقيم بعض وسائل الإعلام الملوّثة بفيروس الحقد والكراهية، ونشر الإشاعات والخوف.
وحظر التجوال على من يسطون على حقوق المساكين ويسرقون أموالهم.

لنرتدي معاطف التقوى، ونضع كمّامات الصمت التي تحفظ الألسن من كلام الاستفزاز والتفرقة والتذكير بالحرب،
ولنستخدم مطهرات الحب لبعضنا، لإزالة الكراهية، والأحقاد، والحسد من القلوب.
ونعقّم حياتنا بمكارم الأخلاق،
وننظّف الضمائر من دنس العبث، 
ونغسل قسوة القلوب بماء التوبة،
ونمسح الأيدي والبطون بمحلول الحلال.
عندها سيطهّر الله الكرة الأرضية من كل وباء.
وسيكفينا الله البلاء والوباء!!..

- يكفيه أن يؤكّد شمولية الإنسان، وإن الإنسان هو أخ الإنسان في الأرض، في الوجع، والمرض، والألم، والعيش بالأمل.
- ويكفيه فخراً أنه ذكّرنا أن الله له جنود، وهو من جنوده، وأنه جعلنا نقول لا تلعنوا جنود الله، بل استغفروا الله، واطلبوا منه العفو والعافية، وأطلبوا أن يتلطّف بنا فهو اللطيف الخبير.
ودمتم، ودامت الأوطان بخير.

*هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".