Advertise here

الرافعة الجنبلاطية للعمل الوطني

20 نيسان 2020 12:25:00 - آخر تحديث: 20 نيسان 2020 19:28:19

إذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا الكثير من الأحزاب التي أخذت أسماءها من زعاماتها، والتي طغت على أسمائها الحقيقية. فلنأخذ مثلاً الحزب الديغولي في فرنسا، والحزب الناصري في مصر، والحزب الماوي في الصين، واللينيني في الاتحاد السوفياتي سابقاً، كذلك حزب الليندي في التشيلي، وأتاتورك في تركيا، والبيروني في الأرجنتين. ولن أزعجكم بأمثلةٍ لا تنتهي، ولكني بالتأكيد سأعود إلى سبب هذه المقدمة لنناقش سوياً أسئلة البعض، منها عن حُسن نية، وأكثريتها لانتقاد ولائنا.

السؤال: أنتم تقدميون اشتراكيون، أم جنبلاطيون؟

دوماً التاريخ هو الملجأ نعود إليه، ونغرف من دفاتره أجوبةً على تساؤلاتنا، ونستعرض إجاباته التي تُظهر لنا أن الجنبلاطية زعامةٌ تاريخية عمرها أكثر من أربعمئة عام، ولم تكن زعامةً لطائفةٍ أو منطقة، بل كانت زعامةً عابرةً للطوائف والمناطق، فتجد في لبنان عائلات جنبلاطية من مختلف الطوائف والمناطق، حتى أصبحت هذه الغرضية، بتعبير الموحّدين، حزباً له دورٌ ليس على مستوى الوطن، بل على مستوى المنطقة. 

جاء المعلّم الشهيد وظَهّرَ الجنبلاطية بحزب انسانيٍ عابرٍ للمناطق والطوائف، هو الحزب التقدمي الاشتراكي الذي استمدّ من تاريخ هذه الزعامة التجربة الاجتماعية والسياسية التي كانت دوماً إلى جانب أهلها وناسها في مختلف المراحل التي مرّت بها المنطقة، من علي جنبلاط إلى تيمور جنبلاط.

نحن الجنبلاطيون التقدميون الاشتراكيون لم نستغرب أبداً مواقف وليد جنبلاط في تعامله مع وباء الكورونا المستجد، وعمله الدؤوب لتحصين الوطن عامة، والمنطقة خاصةً، من أي اجتياحٍ فيروسي لا يُحتمل، فظهرت قيمة الأموال التي يؤتمن عليها، وتحوّل قسمٌ كبيرٌ منها إلى دعم المستشفيات، والصليب الأحمر، كمؤسّسات طبية، هذا إلى جانب مساعداتٍ عينية إلى جميع القرى في الجبل وخارجه. 

استعرضتُ هذا الواقع التاريخي لتأكيد المؤكّد بأنّ التكامل بين الجنبلاطية الممثّلة بهذه العائلة العريقة، والحزب التقدمي الاشتراكي، قد أعطى دفعاً كبيراً للعمل الوطني في لبنان؛ وفي جميع المحطات شكّلت الجنبلاطية الرافعة الشعبية لأي عملٍ وطني لتصويب مسار الحكم والحكام من بشارة الخوري إلى ميشال عون. 

بدأت الثورة في 17 تشرين بشعاراتها الكليّة، والتي طالت الطبقة السياسية اللبنانية، وأخذت المنحى المطلبي، لكنها ضاعت ما بين الفساد، والهدر، والمصارف، ولم تعطِ الشعار السياسي أي خارطة تنفيذية، فأخذت نفسها إلى أمكنةٍ ليست لها. 

المطلوب اليوم من التغييريين اللبنانيين، ورافعتهم التقدمية الجنبلاطية، أن تأخذ زمام المبادرة، وتبادر إلى لقاءٍ أشبه بلقاء البريستول الذي واجهنا به إميل لحود، بحيث يضم أوسع شريحةٍ وطنية بشعاراتها المطلبية، وبخارطة طريق سياسية للخروج من هذه الدوامة لأن التاريخ لا يرحم.

(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي