Advertise here

عهد عون وحكومة دياب.. إلى أين؟

16 نيسان 2020 16:58:58

عندما كنّا في المرحلة الثانوية كانت هناك مادة التدريب العسكري، وفي أحد دروسها شرحٌ لأربعة أسئلة يسألها الجندي عندما يكون في الجبهة، ويريد التحرك من موقعه، وهي:
من أين؟
إلى أين؟
كيف؟
متى؟
إن هذه الأسئلة الأربعة هي التي تحدّد مسار المقاتل في تقدمه، أو انسحابه. وإذا أسقطنا هذه الأسئلة على الواقع السياسي اللبناني نرى أن وليد جنبلاط وصل إلى السؤال الرابع، وقرّر مواجهة هذه الحكومة الوليدة المسخ لنظامٍ جائرٍ، والذي يحاول بجميع الطرق المتاحة القفز فوق الجميع لينفّذ الأجندة التي جاءت بحسان دياب رئيساً للحكومة شكلياً، بينما بقي القرار في مكانٍ آخر يسيطَر عليه من قِبل بقايا النظام الأمني اللبناني- السوري المشترك، والذي يحاول محاصرة معارضي العهد، بل يحاول، بكل وقاحةٍ وصلف، إكمال مخطط ضرب المصالحة التاريخية في الجبل عبر بعض رموز التفرقة والحقد لتغطية الفشل في إدارة البلاد، ويحاول أن يفتعل فتنةً لا تُحمد عقباها في جبل المصالحة التاريخية. وقد حاول في قدّاس دير القمر أن يسترجع أحداث الستين في عملية إنعاش ذاكرة المواطنين بأحداثٍ دموية طائفيةٍ مرّ عليها أكثر من قرنٍ ونصف. 

ماذا يريد هذا العهد، عبر هذه الحكومة التي أعطاها وليد جنبلاط فرصة التعبير عن رؤيتها لإنقاذ الوضع المأساوي الذي نمرّ به؟ لكن الحكومة، للأسف، ما زالت تتخبط في كيدية معلّميها، ولا نقول رئيسها الذي برهنت الفترة الماضية أنه رئيس حكومة برتبة موظف عند مَن يقود البلاد إلى أجواء حربٍ بغيضة بأشكالٍ ربما تكون اليوم بعيدة عن المعارك والسلاح، ولكنها تؤسّس لها. وفي النهاية نقول: رحمَ الله امرأً عرفَ حدّه، فوقف عنده.