إنّ تفشّي جائحة كورونا، فرضَ الهُدنة العسكريّة في كلٍ من اليمن، وسوريا، وفلسطين، وفي سائر بقاع النزاعات بقوّة الرحمة والعدالة!
فبعد أن بلغت الخسائر الماديّة والاقتصاديّة العالميّة حتّى الآن، ما يفوق الخمسين تريليون دولار أميركي، بات زعماء العالم يبذلون الجهود لكبح جماح موت مواطنيهم، ليس حزناً على الضحايا، بل لأنّ ذلك يشكّل مُصيبةً وتهديداً على مستقبل عروش الحُكم، بُعيد إمّا فشل، أو ضعف، إدارةِ الأزمة الكونيّة.
وفي الوقت نفسه، فإنّ البشريّة عرفت في مراحل تاريخيّة ٍسابقةٍ إنتشار أوبئة. فالطاعون الأسود خاصّةً، أصاب البشريّة فقتل الملايين، مُسجّلاً أهدافًا مخيفة في عدد الضحايا، ناهز بها الزائر الحالي كوفيد19.
لكنَّ الفرق، بين الأمس واليوم، هو أنّ التّطور الحاصل في حقل الإعلام، وتطوّر وسائل البثّ، قد فرضا نشر الخبر بأقلّ من دقيقةٍ واحدة حول العالم! أضِف إلى ذلك الدّقة العالية في الإحصاء وتطوّر المهن وغيرها من الدلائل، قد جعلا الأعمال مُتقنةً وذات جودةٍ عالية. فلذلك بتنا نشعر بهول الحدث أينما وقع وكأنّه حدثٌ هامٌ جدّاً، بغضّ النّظر عن هول الوباء، وحجم تضحيات الشّعوب التي نحزن عليه!
في نهاية المطاف، سيبقى الأمل يرافقنا في مواجهتنا المُقدّرة لنا كي نتّعظَ ممّا يحصل، فنُعيد حساباتنا بصمتٍ، ونُصحح الأخطاء من خلال العودة إلى الأرض الطيّبة الّتي تعطينا الخير، وتُجدّد بنا الالتزام بمبادىء الأديان الّتي أوصانا بها الربّ وأنبياؤه ورسله.
الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.