Advertise here

هل أطلق “التيار” عجلة إنهاء خلافاته السياسية؟

14 تشرين الثاني 2018 12:30:00

جبهة من خمسة محاور فتحها التيار الوطني الحرّ في غضون سنةٍ واحدة. جبهةٌ سياسية استحال بعضُها شخصيًّا سرعان ما بدأ التيار يستدرك خطورتها ويعمل من خلال رئيسه جبران باسيل على إقفال بعض محاورها بعدما وجد نفسه وحيدًا في الساحة المحلية.

بدأت حكاية المحور الأول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، يوم رماه الوزير باسيل بنعتٍ “خرب الأخضر واليابس” وأقام الدنيا ولم يقعدها وانتقلت الحركة الاعتراضية إلى الشارع وحتى إلى مؤتمر الاغتراب في القارة السمراء. ساءت العلاقة بشدّة بين الرجلين إلا أن تدخّل رئيس الجمهورية لتهدئة الأمور، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها في لقاءاتٍ ثنائيّة بين الرجلين آخرها منذ ساعاتٍ حيث تظهّرت الصورة على أن باسيل يحمل في جعبته حلًا لأزمة التشكيل وتحديدًا العقدة السنيّة وأراد أن يلتمس رأي الرئيس بري أولًا قبل سواه. أمام هذه المشهدية الوئاميّة، يؤمن كثيرون أن في إمكان هذا التفاهم “النظري” أن يُخرج البلاد من مآزق جمّة.

المحور الثاني أبدي سرمديّ. هي عقدة التمثيل المسيحي الأكبر التي لا تزول. خلافات التيار الوطني الحرّ- القوات اللبنانية تابع. وكأني بهذا الخلاف كُتِب له ألا ينتهي. فبعد ورقة التفاهم التي تلاشت عند عتبة أول استحقاق انتخابي، ساءت العلاقة بين البرتقاليين والقواتيين، حدّ أن الخلاف انتقل إلى المستوى الشخصي، فكيلت الاتهامات من الطرفين واحتدمت النقاشات الحكومية حول الصفقات، وتكرّس خطابٌ تشكيكيٌّ اتهاميٌّ في عمل الوزارات التابعة للفريقين. أما أبواب التقارب فتبدو شبه موصدة رغم لقاءات متكررة تجمع الوزير ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان والوزير جبران باسيل. وقد يتعزز الخلاف اليوم بعد خطوط اللقاء التي ترتسم بين معراب وبنشعي.

وبالحديث عن بنشعي، فهي تشكل المحور الثالث في جبهة خلافات التيار الوطني الحرّ. هنا تبدو الأفق مسدودة تمامًا. فبعد “إقصاء” سليمان فرنجية وحلمه الرئاسي لصالح العماد ميشال عون، استعر النقاش وما وجد “فاعلَ خير” يُهمده، رغم محاولة باسيل في مقابلة تلفزيونية أخيرة الإلماح إلى إمكان اللقاء من جديد.

أما المحور الرابع فكان بين التيار الوطني الحرّ والحزب التقدمي الاشتراكي. محورٌ ما طال أمده ولو أن شراراته بدأت منذ ما قبل الانتخابات النيابية، إلا أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تمكّن بحنكته المعهودة من احتواء الأزمة المحتملة في وطنٍ لا تنقصه أزمات، وإعادة رسم الطريق إلى تهدئة سرعان ما تكللت بلقاءاتٍ ومشاورات للخروج من المأزق التشكيلي.

وأخيرًا، كاد محورٌ خامس أن يطول أمده بين التيار الوطني والرئيس سعد الحريري لولا تنبُّه الطرفين ومعهما رئيس الجمهورية إلى أهمية توثيق الرباط بينهما في هذا المرحلة تحت شعار “العهد القوي”. تذكّر الرجلان أن العهد عهدهما وقررا الارتباط به حتى النهائية لدرجة أن الرئيس عون كان صريحًا ولما يزل في دعم “تزعُّم” الحريري على الساحة السنية ورفض توزير أي شخصية من السنة المستقلين، وهنا بيت القصيد تحديدًا. هنا يُغضُّ الطرف عن كل الخلافات والمحاور ليُحصر التركيز في عقدةٍ يحمل باسيل بعض الحلول لها ويتّجه إلى طرحها على جميع الفرقاء عسى أن يخرج الأرنب هذه المرة من قبعته ولكن على طريقة بري وجنبلاط!